صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية العدد 350 الخاص بشهر أبريل 2008 من مجلة "المستقبل العربي"، لتبلغ المجلة بهذا العدد عامها الثلاثين لتصل إلي عامها الحادي والثلاثين، وجاء في افتتاحية العدد التي كتبها خير الدين حسيب: "كانت مسيرة الثلاثين عاماً مليئة بالأحداث والصعوبات، التي استطاعت المجلة تجاوزها، مستمرة في الصدور والوصول إلى القارئ العربي، من المحيط إلى الخليج. لقد صدر العدد الأول من المستقبل العربي في أول أيار (مايو) 1978، وسط الحرب الأهلية في لبنان، وكانت ابتداءً تصدر مرّة كلّ شهرين، ثم بدأت اعتباراً من أول العام 1980 بالصدور شهرياً ولا تزال. وقد استمرت في الصدور، وبدون انقطاع، على الرّغم من استمرار الحرب الأهلية، وعلى الرّغم من الغزو الإسرائيلي للبنان في العام 1982، وعلى الرّغم من إغلاق مطار بيروت أكثر من مرّة، واضطرار المركز لإرسالها من خلال قبرص أو دمشق أو عمّان (وهو الغالب). وعلى الرّغم من كلّ صعوبات الحياة في أثناء تلك الحرب، لم تنقطع المجلة عن الصدور حتى ولو لعدد واحد، في حين توقفت مجلات عربية أخرى في لبنان وغيره. ولذلك كانت الاستمرارية طابعاً مميزاً للمجلة مما أكسبها طابعاً نضالياً". دوجلاس يحاكم الولاياتالمتحدة في جولتنا بهذا العدد من مجلة المستقبل العربي ، نطالع ما كتبه "إيان دوجلاس" الذي يعمل الآن على محاكمة الولاياتالمتحدة وحلفاءها بتهمة إرتكاب جريمة الإبادة الجماعية أمام محكمة اختصاص جنائي عالمي. وقد أكد دولاجس أن الولاياتالمتحدة اقترفت في العراق ودعمت جريمة الإبادة الجماعية وأن الاحتلال الأمريكي غير المشروع للعراق عام 2003 تكثيفاً وتتويجاً للسياسة الأمريكية الثابتة في العراق التي امتدت طوال 17 عاماً من تدمير للكيان العراقي كشعب ودولة. وتحدث المقال عن الكارثة الإنسانية في العراق كعنصراً مهماً في هذه السياسة التي تسعي مع سبق الإصرار وراء الإبادة الجماعية للشعب العراقي . وبنهاية حرب الخليج عام 1991 أصبح من الواضح أن العراق يملك جيشاً ضخماً ومدرباً قادراً على الدفاع عن مصالحة الوطنية ومنذ عام 1948 كانت الولاياتالمتحدة تحاول تحطيم الوحدة العربية بثلاث طرق أساسية: الدعم غير المشروط لإسرائيل، وبلقنة العالم العربي على كل المستوي الإقليمي عن طريق إضعاف التضامن العربي والوطني والتآمر من أجل التقسم الداخلي للدول العربية، وتحطيم الإنجازات التنموية العربية تمهيداً لفرض عولمة الشركات الأمريكية. الباحث يوسف بن عدي ببحثه بعنوان "البديل السلفي في فكر عبدالله العروي: من المفارقة إلي إعادة بناء القطيعة" ناقش طروحات المفكر عبدالله العروي بعقلانية ومسؤولية كبيرة فيستعرض مفهوم التأويل وعلاقته بالقراءة والنص، في إشارة منه إلي معضلة قراءة التراث ودوافع التأويل ومسالكة، ثم يطرح اسئلة محورية تتناول دلالة السلف والسلفية وعما إذا كان هناك مميزات للسلفية المشرقية عن السلفية المغربية. العرب والإندماج في ألمانيا عن المسلمون والعرب واشكالية الاندماج في المجتمع الألماني تحدث حامد فضل الله وهو طبيب اختصاص في ألمانيان ومقرر منظمة حقوق الإنسان في الدول العربية "أومراس" برلين. حيث أشار إلي أن الأمر تطلب وقتاً طويلاً قبل أن يقتنع الشعب الألماني بأن بلاده أصبحت بلداً للمهاجرين ، وقد انطلق النقاش في ثمانينيات القرن السابق بشأن مفهوم المجتمع المتعدد الثقافات الذي أثار خلافاً شديداً حول الأسس التي يقوم عليها هذا المفهوم وحول ملاءمته للمجتمع الألماني، مما أدى لإهماله ليُختصر فقط في النهاية بالشكل الفولكلوري مثل المأكل والملبس. لقد ساهمت أحداث 11 سبتمبر في امريكا والتفجيرات الإرهابية في مدريد ولندن واغتيال المخرج الهولندي ثيو فان جوخ، في إحداث هزة عنيفة داخل المجتمعات الأوروبية كونها المرة الأولي التي تتعرض فيها لمثل هذه الممارسات مما أدي إلي زيادة الممارسات العنصرية والمشاعر العدوانية تجاة العرب والمسلمين في مختلف الدول الأوروبية. إضافة إلي ذلك كشفت الأحداث التي قام بها أفراد ينتمون إلي الجيلين الثاني والثالث من المهاجرين بان هناك خللاً وأخطاء وقصوراً فاضحاً في سياسة الإندماج التي تتبعها البلدان الأوروبية حيال المهاجرين. بين الدين والدولة "الثيوقراطية العلمانية في الدول الخليجية المعاصرة: دراسة التاريخانية الحدائثية" كانت موضوع بحث الدكتور فتحي العفيفي، ويعني هذا البحث بدارسة عدد من الإشكاليات المعاصرة في الدولة الخليجية، من ذلك الجدل القديم الجديد حول علاقة الدين بالدولة، ومفهوم الدولة الإسلامية في زمن الحداثة، وأوجه العلمانية من جهة والصراع بين مؤيد للعلمانية ومتبرئ منها من جهة، ويري الباحث أو الوضع القائم في منطقة الخليج المعاصرة هي في منزلة بين المنزلتين. خمس أطروحات في السياسة النبوية في باب آراء ومناقشات تحدث محمد الشيخ أستاذ الفلسفة بجامعة الحسن الثاني الدارالبيضاء عن "خمس أطروحات في السياسة النبوية" متناولا كتاب "تكوين المجال السياسي الإسلامي: النبوة والسياسة" للأستاذ عبد الإله بلقزيز، وقال أن أول دول العرب على الحقيقة دولة يثرب، فلم تكن الدولة من تقاليد المجتمع العربي الجزيري إلا في ما ندر، وفي نطاق مراكزه الحضرية في بعض الحجاز واليمن، وفي تاريخ العرب تولد أول اجتماع سياسي من رحم قبائل العرب في يثرب، وأول دولة أنشأها العرب هي الدولة المدينية التي أقامها النبي صلَّى الله عليه وآله وسلم،