تشومسكي يدين تصرفات أمريكا في كتابه الجديد

القاهرة: تحدث نعوم تشومسكي في كتابه "النظام العالمي القديم والجديد" الذي ترجمه إلى العربية عاطف معتمد عبد الحميد ونشرته أوائل العام الحالي 2008 مكتبة نهضة مصر للنشر والتوزيع بالقاهرة، عن حقبة واسعة من تاريخنا المعاصر تبدأ من فترة الحرب الباردة وتنتهي عند غزو العراق في عام 2003.
الكتاب في مجموعه عبارة عن ثلاث محاضرات ألقاها المؤلف في القاهرة، ركز خلالها على السيطرة الغربية الأميركية على الشعوب في عصر ما بعد الحرب الباردة، وتأثير أنماط الهيمنة الأميركية على قرارات الشرعية الدولية والتدخل في شئون الدول الأخرى.
واعتبر تشومسكي - كما نقلت جريدة "الراي" الكويتية في عددها الصادر 10 مارس 2008 - أن سقوط حائط برلين في عام 1989 قد مثل نهاية رمزية لحقبة في العلاقات الدولية سيطرت عليها صورة نمطية زائفة أدت إلى تبرير الأعمال الإجرامية وتكريس السلطة داخليا، تحت دعاوى الأمن القومي الأميركي من تهديد العدو البربري الخفي.
وأشار إلى أنه مع اختفاء الاتحاد السوفياتي تبنى النظام الأميركي إجراءات جديدة في المنافسة الدولية مهدت لنفسها الطريق بعد أن خلّصت سجلاتها الدولية من أدلة قاطعة على تورطها القديم في العدوان والحروب الاقتصادية.
الكاتب عاد إلى مذكرات ووثائق مجلس الأمن القومي الأميركي التي أفرج عنها اخيرا حيث طالب تشومسكي بتعديل مضمون الإرهاب الدولي ليشمل كافة ممارسات أميركا ضد الشعوب الأخرى.
وطالب بتسليط الضوء على دور المباحث الفيدرالية الأميركية C.I.A في تجارة المخدرات، ودور أميركا في الاستفادة هي ومؤسساتها من أرباح هذه التجارة الممنوعة.
وانتقل المؤلف إلى مناقشة النظم الاقتصادية الجائرة التي تتبعها حكومة الولايات المتحدة الأميركية لبسط سيطرتها على مواطنيها من ناحية، وعلى شعوب العالم الثالث من ناحية أخرى.
يعد تشومسكي من أهم الشخصيات الثقافية على مستوى العالم. وهو أهم عالم لغويات معاصر، وأحد أكثر العلماء تأثيرًا في علم اللغويات الحديث. وهو من "المنشقين" في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد نعتته منظمة "بناي بريث" اليهودية بأنه أشد مواطني الولايات المتحدة الأمريكية عداءً لإسرائيل.
ولد نعوم إفرام تشومسكي عام 1928 وحصل على درجته العلمية في اللغويات عام 1951 من جامعة بنسلفانيا. بعدئذ في بداية الخمسينات سافر إلى إسرائيل، غير أنه ترك إسرائيل وعاد إلى الولايات المتحدة؛ حيث عمل عام 1955 في جامعة هارفارد، ثم انتقل ليعمل في معهد ماساتشوستس للتكنولوجياM .I.T وما زال يعمل به حتى الآن.