واشنطن: صدر حديثاً بالولاياتالمتحدةالأمريكية كتاب للمؤلفين كارل كانون ولو دوبوس وجان ريد بعنوان " الصبي العبقري كارل روف، مخطط النصر السياسي الرائع لجورج بوش" . ووفقا لمركز "آكت" بواشنطن للدراسات ، يعد وجود المستشار الذي يعمل في الظل أحد تقاليد الرئاسة الأمريكية، حتى اشتهر البيت الأبيض بذلك ، وهنا ربما يكون للسيد كارل روف دوراً أكبر مما كان لمايكل ديفي في عهد رونالد ريغان، أو للي أتوووتر في عهد بوش الأب، أو لديك موريس في عهد كلينتون. يستعرض الكتاب دور كارل روف القوي والمؤثر في صياغة السياسات المحلية والخارجية للإدارة الأمريكية وبخاصة دوره في إعادة انتخاب الرئيس بوش لولاية ثانية، كاشفاً أن البحرية الأمريكية أوقفت عملياتها في جزيرة فيك التابعة لبورتريكو بناء على توجيهات روف بغرض كسب أصوات اللاتين، كما عمل روف إلى تأييد اتحادات التجارة على شكاوى صناع الصلب اليابانيين والأوروبيين للغرض الانتخابي ذاته، كما أنه هو نفسه وراء السيطرة الجمهورية السابقة على مجلس الشيوخ من خلال الإصرار على اللعب على وتري الإرهاب والضرائب. وفي صحوة الاحتفال بالنصر، كتب ثلاثة من الكتاب عن السيرة الذاتية لروف في محاولة منهم لسبر أغوار الرجل والكشف عن إمكانياته، وجميعهم يتفق على أنه "إذا كان بوش عازفاً جيداً، فاللحن كتبه كارل روف". قدم روف إلى هيوستن في نهاية السبعينات لإدارة اللجنة السياسية للرئيس بوش الأب في اللحظة التي كانت فيها سيطرة الديمقراطيين على سياسة تكساس في حالة تراجع، مطلقة أموال المحافظين الغزيرة لأولئك الذي يعرفون أين ينقبون عنها. ويرى المؤلفون أن سياسة تكساس يحكمها المال، حيث يجتمع مشرعو الولاياة ال 181 مرة كل عامين وخلال الجلسات يكونون محاطين باللوبيات و أصحاب الأموال. وقد سطع نجم كارل روف حتى أصبح بسرعة واحداً من أولئك التنفيذيين النادرين الذين يستطيعون ليس فقط تقديم المشورة للسياسيين بل وبيعهم للشعب الأمريكي و الدفع بمصالحهم أيضاً. وبحلول عام 1978 ووصول بيل كليمنتس لرئاسة ولاية تكساس كان لروف سمعته الطيبة حينذاك. روف قارئ شره خريج كلية يوتاه، وهو ليس ملتزم دينياً، ورغم ذلك فقد حرك السياسة في ولاية تتسم بالالتزام الديني، وهو ما ألقى عبئاً على المؤلفين في محاولة تصنيفه أيديولوجياً. يستحضر المؤلفون روح نيكسون عند محاولتهم إلحاق الخزي بكارل روف كسياسي من الدرجة الدنيا. ويعرضون العديد من الأدلة والبراهين على فساد كارل روف ومؤامراته. رئاسة بوش ، وفق الكتاب ، تمثل نوعا ما وكالة إعلامية يمثل فيها روف الرقيب الفني، في مارس 1999 أنذر الرئيس بوش روف بأن عليه أن يبيع شركته الاستشارية إذا كان يريد أن يظل معه في الحملة الانتخابية، وهي طريقة لم تعجب روف.