صدر عن دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر كتاب "وعد بلفور.. ملامح أولية لبرنامج عمل عن الوعد" للدكتور جورج جبور يسلط الضوء علي وعد بلفور مع اقتراب الدخول في العقد العاشر لصدوره في 2 نوفمبر 2007 ليكمل بنهاية هذا العقد قرناً من الزمن. يتضمن الكتاب مواد متنوعة للتعريف بوعد بلفور وبآثاره علي الفلسطينيين والعرب والأوروبيين، ويستعرض المؤلف مجموعة من النقاط والأفكار والرسائل وأوراق العمل حول وعد بلفور، داعياً إلي تكثيف الجهود للقيام بعمل مشهود يبدأ في الذكري الجارية من خلال إقناع وسائل الإعلام العربية، ولا سيما الفضائيات، بأن تقوم بتسليط الضوء علي هذا الوعد. ووفقا لجريدة "الراية" القطرية يشير المؤلف إلي أن وعد بلفور كان في منتصف الخمسينات مدخلاً للتسيّس لدي أبناء جيله، إلا أنه يكاد يكون نسياً منسياً لدي شباب اليوم. مؤكداً أن وسائل الإعلام هي الأقدر علي ممارسة التأثير في الوقت الحاضر. ويورد المؤلف مقتطفات تتعلق بوعد بلفور، لافتاً في هذا السياق إلي تصريح وزير الخارجية البريطاني الأسبق جاك سترو في العام 2002، وبعض ما أثاره من ردود الفعل حين قال: إن وعد بلفور والضمانات المتناقضة التي منحت للفلسطينيين سراً في الوقت نفسه الذي أعطيت فيه للإسرائيليين، تشكل مرة أخري حدثاً مهماً بالنسبة إلينا، لكنه ليس مشرفاً كثيراً . ويتطرق الكاتب إلي الرسالة التي وجهها الرئيس الأمريكي جورج بوش إلي رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون، والتي سميت حينها وعد بلفور الجديد ، ويري أن هذه التسمية تعود إلي أن الإدارة الأمريكية صرحت لأول مرة بأن من الضروري الأخذ بالواقع الصهيوني الجديد أي المستوطنات في الضفة الغربية بعين الاعتبار لدي رسم الحدود الآمنة والمعترف بها التي يتم التوصل إليها. جدير بالذكر أن وعد بلفور تطلق على الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. وهذا نص وعد بلفور: وزارة الخارجية في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1917 عزيزي اللورد روتشيلد يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته: "إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى". وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح. المخلص آرثر بلفور