صدر مؤخرا عن دار الشروق كتاب "شتات اليهود المصريين: الجوانب الثقافية والسياسية لتكوين شتات حديث" لمؤلفه جوئل بينين، في 506 صفحة. جاء في تعريف الناشر: "يتناول هذا الكتاب، ولأول مرة، بأسلوب علمى وموضوعى تاريخ اليهود المصريين منذ عام 1948، ويركز فى ذلك على ثلاثة محاور: أولاً: حياة اليهود الذين بقوا فى مصر منذ 1948 حتى العدوان الثلاثى عام 1956 . ثانيًا: شتات اليهود المصريين وانتقالهم للولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل. ثالثًا: ذكريات اليهود المصريين عن حياتهم فى مصر منذ زيارة الرئيس السادات للقدس عام 1977 . ويعتقد المؤلف أن تجربة اليهود المصريين لا يمكن أن تفسرها وجهة النظر المصرية الرسمية وحدها ولا وجهة النظر الصهيونية وحدها. وفى مزيج علمى دقيق للتاريخ والاجتماع والتحليل الأدبى والسيرة الذاتية، يقدم المؤلف لنا فى هذا الكتاب المتميز والهام صورة حية وغير منحازة لليهود والهوية والشتات." فى بداية القرن التاسع عشر كان يقدر عدد يهود مصر بالألاف إلا أنه نتيجة للإضطهاد الدينى والسياسى وإنفتاح أبواب الثراء فى دول المهجر مثل كندا وأمريكا وأستراليا بدأت أفواج منهم فى مغادرة مصر وتميزت فترتين بالهجرة هما فترة الحرب العالمية الثانية وفترة حكم الثورة منذ بداية قيامها وحتى الآن وقد كان هناك إتجاهين ليهود مصر فى فترة خروجهم من مصر فى العصر الحديث ففقراء اليهود غادروا مصر إلى إسرائيل في حين فضل الآغنياء الاستقرار في دول غربية. وقد بلغ عدد من هاجروا من يهود مصر إلى إسرائيل في السنوات الخمس 1949 - 1951 ما يتراوح بين 15 إلى 20 ألفا من اليهود أي 20 بالمئة من إجمالي عدد اليهود في مصر عندئذ." ويؤكد المؤلف وهو أستاذ تاريخ الشرق الأوسط بجامعة ستانفورد الأمريكية، أن اليهود القرائين فقط هم الذين اندمجوا في المجتمع المصري "أما بقية اليهود فتراوحت هويتهم بين المتوسطية... كان لا يعنيهم إلا كونها (مصر) ملاذا آمنا لهم ويجدون هويتهم في الدينية." وبعد ثورة يوليو 1952 حرص حاييم ناحوم أفندي حاخام الربانيين وكذلك حاخام القرائين على إعلان تأييدهما لثورة يوليو 1952 وزيارة أول رئيس مصري في العصر الحديث محمد نجيب للمعبد اليهودي بشارع عدلي وصرح محمد نجيب لهم .. الدين لله والوطن للجميع." وطائفة القرائين لهم تعاليم صارمة أخذوا فيها بحرفية النص التوراتي فأضحى التلمود عندهم غير ذي قيمة، ويرجع باحثون نشأة هذه الطائفة إلى القرن الثامن الميلادي على يدي يهودي عراقي. وفى عام 1956 م أستولى جمال عبد الناصر على أملاك يهود مصر وثروتهم فى عمليات الإصلاح الزراعى ثم فى حركة التأميم بعد ذلك . وقد أهتمت إسرائيل بتنظيم هجرة اليهود المصريين بين 1948 - 1956 إلى خارج مصر حينما ساد الشعور العام الإسلامى فى مصر بالعداء لهم , وعدد اليهود القراءون ولم يزد عدد من هاجر منهم إلى إسرائيل حتى عام 1956 عن مائة شخص. وأضاف أن معظم اليهود القرائين المصريين هاجروا إلى الولاياتالمتحدة عند خليج سان فرانسيسكو ويبلغ عددهم 130 أسرة إضافة إلى 300 أسرة أخرى في "أماكن محددة" في بالتيمور ونيويورك وبوسطن وشيكاجو "