صدر حديثا عن مكتبة الاسرة ضمن سلسلة العلوم الاجتماعية كتاب " الاقباط .. الكنيسة أم الوطن " للكاتب الصحفي عبداللطيف المناوي رئيس قطاع الاخبار بالتليفزيون المصري ومن تقديم الكاتب الكبير فهمي هويدي. الكتاب يقع في 277 صفحة من القطع المتوسط وينقسم وفقاً لجريدة "الراية" القطرية الي ثمانية فصول ويناقش دور الكنيسة المصرية بالعودة الي تاريخ الوطن حيث حدث أول لقاء بين الاسلام والمسيحية علي أرض مصر حيث دخلها عمرو بن العاص وأعطي الأمان والسلامة لبطريرك الاقباط بنيامين الذي كان مختفيا من وطأة الاضطهاد البيزنطي وبدأ دخول المصريين في الاسلام ودولته التي اقرت أنه من حق الشعوب الخاضعة لسلطانها ان تحافظ علي معتقداتها وتقاليدها فبقيت العلاقة بين المسلمين والاقباط متميزة تحت مبدأ المساواة بين العموم. كما يشير الكتاب الي تباين الرؤي حول دور الكنبسة ما بين اقتصارها علي المسائل الدينية والشعائر فقط وبين القيام بدور مؤثر وواضح في شئون المجتمع. كما يورد المؤلف عبد اللطيف المناوي حوارا موسعا مع البابا شنودة يتحدث فيه عن قضية الانتماء وهل يكون للوطن أم للكنيسة ويركز الكاتب الكبير " فهمي هويدي" علي اشكالية التمايزات والخصوصيات التي برزت في العقد الاخير وكيفية اقامة نوع من الوفاق والتعايش السلمي بين اصحابها وهي مفارقة كبري - علي حد قول هويدي - ففي الوقت الذي رفرفت فيه رايات الوفاق والتعايش علي العالم بين الخصمين المتحاربين منذ الحرب العالمية الثانية فان ما أمكن حسمه علي المستوي الدولي لا يزال يستعصي حله علي المستوي الوطني ويدين " هويدي" في مقدمته هؤلاء الذين يربطون بين التدين والتعصب ويميلون إلي تقديم الظاهرة الإسلامية علي ان اطلاقها وتأييدها من شأنه ان يهدد حريات الأخرين ويضيق عليهم. ويؤكد " عبداللطيف المناوي" حسبما جاء ب "الراية" ان الكنيسه المصرية بين الرئيس السادات والبابا شنودة بطريرك الكرازة المرقسية قد بدأت تتعرض لانتقادات عديدة واتهامات مختلفة أنها بدات تلعب دوراً سياسيا علي غير المعتاد او المطلوب منها وانها بذلك باتت تشكل كياناً سياسياً يمتلك هامشا من الحرية في الابتعاد عن سلطة الدولة وهو ما اتضح في بعض أزمات الاحتقان الطائفي الاخير بين المسلمين والاقباط مثل أحداث قرية الكشح وقضية وفاة قسطنطين وغيرها مما دفع " فهمي هويدي" للقول بان كتاب المناوي "الاقباط والكنيسة .. أم الوطن" بمثابة اوسع تحقيق أجري حتي الآن حول وقائع وجذور الازمة الحاصلة بين المسلمين والاقباط في مصر والتي برزت علي نحو ملحوظ في المرحلة الساداتية والتي واكبت مختلف صور الخلل السياسي والاجتماعي التي يعرفها الجميع حيث تزامن ظهور حركات التطرف الإسلامي مع مؤشرات التوتر الإسلامي المسيحي.