تؤكد لورا إنجرام بكتابها "السلطة للشعب" أنها كمعظم الأمريكيين قد ضاقت ذرعاً بالرؤساء القادمين من أوساط النخبة، لأنهم - كما تقول - "غالباً ما تكون لهم أجندة خاصة، لا علاقة بها بما يريده أو يحتاجه الشعب"، ومن هنا فهي ترى أن "من واجب الأمريكيين تجاه أنفسهم في المرحلة المقبلة هي اختيار من يحكمهم من عامة الشعب، بمعنى إعادة السلطة التي اختطفتها النخبة من جديد للشعب". تقول لورا - وفق مجدي كامل بجريدة "الوطن" السعودية - إن: "دولة عظمى بحجم أمريكا لا يمكن أن تنهار بفعل عوامل خارجية، وإنما بسبب عوامل ذاتية من داخلها، وما لم يتنبه الأمريكيون لهذه الحقيقة فسيبقون قيد وهم الخارج المتوحش الذي سيفترسهم، ويتركون عوامل التدمير الذاتي تأكل في مجتمعهم". وتقول إن المجتمع الأمريكي قد شهد انحرافاً هائلاً عن المسار الذي قطعه وحقق من خلاله أعظم الإنجازات. وتعدد إنجرام مظاهر هذا الانحراف في "الخروج عن المبادئ المحافظة التقليدية والانحراف بها على أيدي تيار المحافظين الجدد، وتدمير الحريات التي نجح المؤسسون الأوائل في ترسيخها عبر دستورنا الرائع، الذي يتم الآن انتهاكه بقوانين سلبت من الأمريكيين أبسط حقوقهم المشروعة، ولم تترك لهم منها شيئاً بدعوى الحرب على الإرهاب، وكأن مكافحة إرهاب الخارج لن تتأتى إلا بإرهاب الداخل"!!. وتؤكد لورا إن "النخبة الموجودة في أمريكا لا تخدم إلا مصالح النخبة أو الطبقة التي تأتي منها بأفكارها وأيديولوجيتها، وتدفع فاتورة انتخابها لها من جيب دافع الضرائب الأمريكي، وتخوض حروبها الأيديولوجية الخاصة، بغض النظر عن المصالح الحقيقية للدولة والشعب". وبدلاً من التركيز على أخطاء الإدارة، تفرد لورا معظم صفحات كتابها للحديث عن دور الأمريكيين في "استعادة الوجه المشرق لدولتهم التي يعرفونها، المفعم بالأمل، الواثق في المستقبل، المزهو بديمقراطيته، المناصر لقضايا الضعفاء والمضطهدين في العالم"، وتقول إن الأمريكيين أنفسهم مشاركون في الكارثة، لأنهم أعطوا أصواتهم لهؤلاء، وحتى بعد ثبوت فشل سياسات بوش وصقور إدارته، أعادوا انتخابهم، ومن هنا فقد تآمروا على مصلحتهم، وآن لهم أن يستفيقوا!! وتقول لورا أيضاً - وفقا لنفس المصدر -: "إن من عوامل تدمير المجتمع الأمريكي التخلي عن المبادئ الأخلاقية، والدفاع عن حقوق الإنسان، وعبادة القوة، وعبادة العلم، وتحذر من أن المجتمع الأمريكي يتجه بقوة نحو العلمانية!! كما هاجمت لورا في كتابها الإعلام الأمريكي، الذي يتحدث بلسان النخبة، على حساب العامة، وطالبت الأمريكيين بتحطيم من أسمتهم ب"الأصنام الإعلامية الأمريكية" التي تعمل على غسل أدمغتهم، والترويج لأفكار النخب الفاسدة، ومنها تأييد الحروب، وتزييف مبرراتها، والتحريض عليها، وإصدار أحكام في القضايا المصيرية لا تلتزم الحقيقة، وإنما تعبر عما تريده النخبة الحاكمة!! وتقول لورا إنها لا تطالب الأمريكيين فقط باستعادة السلطة من أيدي النخبة الفاسدة، وإنما استعادة روح وعظمة أمريكا!! لورا إنجرام هي معلقة سياسية ومذيعة تلفزيونية أمريكية، وقيادة نسائية تحظى بشعبية جارفة في أمريكا، ويستمع إليها ويتحاور معها ملايين الأمريكيين من خلال برنامجها اليومي في "توك راديو نتوورك".