صدر حديثا عن دار الشروق كتاب "العلاقات المصرية الإيرانية بين الوصال والقطيعة (1970-1981)" لمؤلفه سعيد الصباغ. جاء في تعريف الناشر: "يفسر هذا الكتاب الجديد والهام القطيعة التى عرفتها العلاقات المصرية الإيرانية منذ عام 1979، بعد استيلاء الثورة الإسلامية على الحكم فى البلاد والتي تبدو كأنها لغز بالنسبة لكثير من المصريين والعرب، بذات الدرجة التى بدا بها الوصال بين البلدين الذى عرفته تلك العلاقات خلال الفترة التى أعقبت وفاة عبد الناصر عام 1970 وحتى بدايات الثورة الإسلامية بعد ثمانى سنوات، إذ كانت من قبل يغلب عليها لون من الجفاء نتيجة للعلاقات الخاصة التى ربطت بين الشاهنشاه الجالس على عرش الطاووس وبين إسرائيل. الكتاب الذى بين أيدينا الذى وضعه الدكتور سعيد الصباغ يسعى إلى تفسير هذا اللغز ونرى أنه من خلال دراسة موضوعية معتمدة، عرض فيها لكل وجهات النظر، المصرية والإيرانية، ساعده فى ذلك معرفته باللغة الفارسية، وقد تمكن من التوصل إلى الحل". وقد تأرجحت العلاقات المصرية الايرانية مابين التعاون والتنافس والصراع فقبل ثورة يوليو عام 1952, حيث كانت الملكية هي النظام الحاكم في كل من ايران ومصر, وحيث كان البلدان صديقين للعالم الغربي, وكانت بريطانيا هي الصديق الأكبر المشترك ولذلك كانت العلاقات تعاونية, ولكن بعد ثورة يوليو والتحول الثوري الجديد في مصر, وتبدل علاقات مصر مع الدول الغربية ورفضها سياسة الأحلاف وتفضيلها أن تنتهج سياسة الحياد الإيجابي بعيداً عن الاستقطاب الدولي لأي من المحورين الأمريكي والسوفييتي ومحاربتها لحلف بغداد, ودعمها للثورة العراقية, تحولت العلاقات إلى علاقات صراعية مع إيران والتي أصبحت عضوا مؤسسا لحلف بغداد, وتحولت إلى قاعدة للنفوذ. وقد تغير هذا النمط الصراعي في العلاقات المصرية الإيرانية عقب التطورات التي حدثت في مصر عقب وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في سبتمبر عام 1970 على المستويين الداخلي والخارجي, حيث تحولت القاهرة تدريجياً باتجاه نظام الاقتصاد الرأسمالي ثم التعددية السياسية, وبدأت مصر بقيادة الرئيس السادات تنتهج سياسات تقاربية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية على حساب العلاقات مع الاتحاد السوفييتي (السابق) وفي أعقاب حرب أكتوبر وبعد توقيع اتفاقية فض الاشتباك الثاني عام 1975 وما أسفرت عنه من نزوع مصر إلى تسوية الصراع مع إسرائيل سلمياً دخل الشاه على الخط, وتحولت الاتفاقية بين مصر وإيران إلى علاقات تعاون وصداقة, حيث أسس البلدان (بمشاركة السعودية وفرنسا) ما عرف باسم (نادي السفاري) لمحاربة المد الشيوعي في إفريقيا. وعقب التغيرات الجذرية التي حدثت في إيران مع اندلاع الثورة في عام 1978 وسقوط الشاه وهروبه إلى الخارج مع عودة الإمام الخميني في فبراير سنة 1979 كانت مصر هي ملاذ الشاه, الأمر الذي فجر غضب الثورة الإسلامية وأدى إلى إحداث تطورات شديدة في العلاقات المصرية الإيرانية. وبعد تفجر الحرب العراقية الإيرانية في سبتمبر عام 1980 ودعم مصر للعراق عقب ما حدث من تحول في موازين القوى العسكرية لصالح إيران ابتداء من 1982 واحتلال إيران أجزاء من الأراضي العربية, ازداد توتر العلاقات بين مصر وإيران وتحولت إلى علاقات عدائية لا سيما بعد أن اتهمت مصر إيران بدعم جماعات ومنظمات لها صلة بعمليات العنف التي تعرضت لها في مطلع العقد الماضي.