لندن: بعد وصول مؤشر الأسهم الأوروبية لأدنى مستوياته منذ نحو الشهرين متأثرا بأزمة ديون اليونان تمكنت الأسهم من الانتعاش لتتجاوز بعض انخفاضاتها بدعم من أرباح الشركات التى حدت من التأثير السلبي لحالة القلق الراهنة إزاء تداعيات قضية الديون السيادية على فرص استمرار تعافي اقتصاديات منطقة اليورو. وقد شهدت الأسواق الأوروبية خلال التعاملات ارتفاع سهم بنك "بى إن بى باريبا" بنحو 2.3 % كما قفز سهم شركة "سويس رى" للتأمين ب4.9 % وذلك بعد أن جاءت أرباح الربع الأول متجاوزة التقديرات السابقة للمحللين غير أن سهم "آلكاتل لوسنت" قد تراجع ب6.2 % حيث أظهرت نتائج أعمال الشركة الفرنسية العاملة فى مجال إنتاج أجهزة الاتصالات تحقيق صافى خسائر بأكثر من ضعف التقديرات السابقة. ويرى اثنان من الخبراء لدى مصرف "يو بى إس" فى تقرير نشر اليوم أن هناك فرص للشراء على مستوى أسواق الأسهم الأوروبية خاصة بالنسبة للشركات التى استفادت من ضعف سعر صرف اليورو. وأشارت شبكة "بلومبرج" إلى ارتفاع مؤشر "ستوكس يوروب 600" للأسهم الأوروبية ب0.4 % وذلك بعد تراجعه فى وقت سابق بحوالي 1 %. وتقدر نسبة تراجع المؤشر بحوالي 7.6 % مقارنة بأعلى مستوياته للعام الحالي المسجلة فى 15 أبريل حيث تعرضت الأسواق لضغوط التراجع فى ظل المخاوف من انتشار عدوى أزمة الديون التى تواجه اليونان إلى دول أخرى مثل إسبانيا والبرتغال وبصورة تستدعي إطلاق خطة إنقاذ مالي مماثلة لتلك التى تم إقرارها لليونان من خلال الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي تصل إلى 110 مليار يورو. وتشير البيانات إلى أن أسبانيا قد رفعت اليوم أعلى مستوى فائدة على سنداتها الآجلة لخمسة أعوام وذلك منذ عام 2008 فى ظل المخاوف من المصاعب التى قد تواجه الحكومة هناك لتقليص عجز الموازنة لديها. غير أنه بشكل عام تمكنت الأسهم الاوروبية من الاحتفاظ خلال تعاملات اليوم بنوبة التعافي التى حظيت بها خاصة فى ضوء المؤشرات الإيجابية الجديدة المتعلقة بأداء الاقتصاد الألماني حيث سجلت طلبيات المصانع فى ألمانيا ارتفاعا خلال شهر مارس بصورة أعلى من التقديرات السابقة نتيجة ارتفاع الطلب على السلع الاستهلاكية والرأسمالية على المستويين المحلى والخارجى. وقد أبقى اليوم البنك المركزى الأوروبي سعر الفائدة الرئيسى عند مستوياته المنخفضة التى تعد أدنى مستويات على الإطلاق والبالغة 1 % وذلك كما أشارت توقعات كافة المحللين.