الرياض: أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم في خطبة الجمعة أمس المسلمين بتقوى الله عز وجل، قائلا: " لقد توالت السنون والعصور الإسلامية منذ الرعيل الأول إلى يومنا هذا والإسلام يلقن أبناءه يوما بعد يوم روح الثبات على الدين وآداب المغالبة والمدافعة والصبر على الشدائد وتقبل الفتن والرزايا بروح الراضي بقضاء ربه الواثق بإنجاز وعده". وأضاف الشريم، بحسب جريدة "عكاظ" السعودية: " محتملا مع ذلك كل نصب، مستسيغا في سبيل الله كل تعب، وليس هذا الشعور الإيجابي مختصا بالفرد المسلم دون المجتمعات المسلمة برمتها، كلا بل إن عليها جميعا ما يجب من استحضار مثل تلكم المشاعر على وجه آكد من مجرد حضوره في صورة أشخاص أو أفراد لا يصلون درجة المجموع". وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام أن " من سنن الله في هذه الحياة الدنيا أن المجتمعات المسلمة المؤمنة بربها الراضية بدينها وبنبيها صلى الله عليه وسلم قد تتفاوت في القدرات والملكات والجهود والطاقات قوة وضعفا وغنى وفقرا وصحة ومرضا وسلما وحربا، وأنها بهذا التفاوت لتؤكد حاجة بعضها لبعض في المنشط والمكره والعسر واليسر والحزن والفرح، وكذا تؤكد حاجتها إلى تقارب النفوس مهما تباعدت الديار وإلى التراحم مهما كثرت المظالم وإلى التفاهم مهما كثر الخلاف". وبين الشريم أن هذه المجتمعات " في حاجة ماسة إلى إحساس بعضها ببعض، من خلال أسمى معاني الشعور الايجابي الذي حث عليه ديننا الحنيف، إذ ما المانع أن تسمو معاني الألفة والترابط بين المجتمعات المسلمة إلى حد ما لو عطس أحدهم في مشرقها شمته أخوه في مغربها، وإذا شكا من في شمالها توجع له من في جنوبها". ومضى إمام وخطيب المسجد الحرام يقول إنه " متى شوهد مثل ذلكم الواقع الإيجابي بين المجتمعات المسلمة فلن تقع حينها فريسة لما يسوؤها، بل كل ما لاح في وجهها عارض البلاء وكشر أمامها عن أنياب التمزق والتفرق والأزمات التي تعجم أعوادها وتمتحن عزائمها لم تمت في نفسها روح المصابرة المستنيرة بهدي الولي القدير مهما ظلت كوابيس الظلم والتسلط جاثمة على صدرها". وأفاد الشريم أنه " في أمتنا الإسلامية مجتمعات مسلمة تمر عليها أيام عجاف لأن دورة من دورات الزمن منحت مغتصب أرضهم القوة في الأرض فجعلته هو صاحب الأرض وجعلت مالك الأرض الأصيل جريحا طريدا لاحق له". وذكر إمام وخطيب المسجد الحرام أن كل ذلك يستدعي شحذ همم المجتمعات المسلمة شعوبا وحكاما وأصحاب قرار أن يحيطوا تلكم المجتمعات بالرحمة والتعاطف والإحساس بالواجب تجاهها والسعي الدؤوب لإحقاق الحق ورفع الظلم عنهم، فالحق لا يمكن أن يضيع جوهره لأن عللا عارضة اجتاحت أهله واستحلت أرضهم وموطنهم.