علماء الأمة : إحياء مذهب الاشعري كفيل بتوحيد كلمة المسلمين محيط علي عليوة و محمد كمال بدأت اليوم السبت فعاليات الملتقى العالمي الخامس لرابطة خريجي الأزهر بالقاهرة والذى يستمر طوال الفترة من 8مايو الى 11 من نفس الشهر والذى تدور فعالياته حول سيرة الامام ابو الحسن الأشعري بين الأوهام والحقيقة. وفى الجلسة الافتتاحية أكد وزير الاوقاف المصري الدكتور محمود حمدي زقزوق على أن الاسلام دين الوسطية، لافتا الى ان تعاليم الاسلام لا تحيد عن هذا المنهج القويم، وان التوازن بين المادة والروح هو السمة الواضحة التى تسود هذه التعاليم . واشار زقزوق الى ان تعاليم الاسلام لم تقتصر على تأكيد التوازن بين المادة والروح وانما امتدت لتشمل العلاقة بين العقل والدين وكلاهما اثر من آثار الكامل وهو الله عز وجل، مؤكدا على ان الوسطية هي الخط الواضح للاسلام ومن هنا فان اي تيار ديني او فكري يلتزم بهذا الخط فانه يجد القبول من جانب الكثرة الغالبة من المسلمين . ولفت الى ان اهتمامنا بشخصية الاشعري لا يعني الاهتمام بالاشعري لذاته وانما بتراثه الذى لا يزال يغترف ابناء الازهر منه فى مختلف البقاع، مشيرا الى انه بالرغم من ان الاشعري ظل معتزليا 40 عاما فانه بعد ان تعمق فى فكر المعتزلة انفصل عنه بعد ذلك بعد ان وجد فيه تطرفا وشططا جعله ينقض له ما سبق ان الفه فى الانتصار لمذهب المعتزلة حيث الف كتابا سماه "الجوابات والصفات" وقال عنه انه نقض فيه كلامه القديم عن المعتزلة . واشار الى ان الاشعري رغم اختلافه مع كثير من الفرق الا انه لم يكفر احدا من اهل القبلة كما كان يفعل المعتزلة وهذا يدل على تمتعه بسماحة عقليه دينية فى النظر الى الخصوم وهذا ما نفتقده اليوم ونتمني ان يتصف بها المسلمون في كل مكان .د واختتم زقزوق حديثه بأن العالم الاسلامي اليوم يموج بتيارات كثيرة منهاالمتطرف والمغالي فى شططه ومنها الجامد المنغلق الرافض للعقل والمعقول منبها علي أن منهج الاشعري هو المنهج الملائم لعلاج هذا الخلل الفكري حتى نستطيع ان نقضي على هذه التيارات التي اضرت بالاسلام ضررا بالغا وفرقت بين ابناءه وجعلتهم شيعا واحزابا فى وقت نحتاج فيه الى الوحدة والاعتصام.? ?من جانبه نعى شيخ الازهر الامام الاكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر السابق الدكتور محمد سيد طنطاوي محتسبا اياه عند الله. واشار شيخ الازهر الى تفكير بعض الحاضرين فى الجدوى المرجوة من هذا الملتقى الذى يتحدث عن سيرة الاشعري وما فائدته بالنسبة للمسلمين فى هذا الوقت المملوء بالتفرق والتشرذم، لافتا الى أن اجابة هذا السؤال تختصر رسالة الازهر ورسالة علمائه ورؤيتهم فى تحديد العلة اولا قبل بدء الحلول. وقال إن واقع الأمة الآن يشبة ايام ابى الحسن الاشعري مما كان يتربص بها من تيارات منغلقة تدير ظهرها للعقل وضوابطه واخرى تتعبد بالعقل وتحكمه فى كل شاردة وواردة حتى فيما يتجاوز حدوده وادواته ثم تحكم الهوى والسياسة والمنفعة . واكد على ان هذا الملتقى يركز على بعض الرسائل التي يريد توجيهها للمسلمين من خلال سيرة الامام الاشعري واول هذه الرسائل هي نشر التراث الوسطي واذاعته لتقف به الامة فى وجه نزعات التكفير والتفسيق والتبديع التي فرقت المسلمين وزرعت بين ابنائها بذورا من الحقد والكراهية التي خلقت مناخا خانقا يخشى على المسلمين منه على وحدة الامة وقوتها. الرسالة الثانية هي احترام التوازن فى الجمع بين العقل والنقل والوقوف ضد الخصومة المصطنعة والتي تسيطر الآن على بعض الافهام وهذا ما نجده بوضوح فى تراث الامام الاشعري وبخاصة فى رسالته المعروفة بالحث على البحث و استحسان الخوض فى علم الكلام، حسبما اكد شيخ الازهر. وفى نفس السياق اوضح مفتى الديار المصرية الدكتور على جمعة على ان الاشعري ليس فردا ولكنه مدرسة تعبر عن عقيدة الصحابة والسلف الصالح التى جمعت فاوعت وكان هذا حالها دوما فقد جمعت بين العقل والنقل والروح ومسائل الكلام وعلم الاخلاق وهي المدرسة التى ردت على المخالفين لاهل السنة والجماعة وفتحت آفاقا جديدة للإسلام فى العالمين. واضاف ان الاشعري كان سبب الوحدة التي التف حولها كل المسلمين وكشأن الكبار وجدنا من يفترى عليه ومن يذب عنه ويدفع عنه الافتراءات مشيرا إلى أن الازهر تبنى منهج الاشعري بشموليته ووسطيته حيث انه المذهب الممتد عبر التاريخ ويصلح للتفاعل مع الآخرين بكل اديانهم ورغم ان معظم كتبه مفقود الا ان المذهب بقى فى كتب العلماء الآخرين وحواشيهم.? ?