الرياض: بيّن د.سلمان العودة "المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم" بأن الميلاد أشار إليه القرآن الكريم وذلك في سورة مريم. وأضاف :" لقد كنت أستمع لسورة مريم عندما كنت صغيرا بصوت الشيخ محمد رفعت وحتى الآن عندما اقرأ سورة مريم اشعر بنفس الشعور عندما كنت اسمعها من الشيخ محمد رفعت ، حين اقرأ (فجاءها المخاض) أي اضطرها المخاض وهي الآم الولادة وهي التي تشعر بها كل امرأة ، لكن مريم كان يختلف لديها الشعور ، كل امرأة تلد تخشى الموت في ولادتها، لكن مريم كانت تتمنّى الموت في ولادتها ، لأنها تحمل مولودا عظيما ومختلفاً ، بل حتى الدعم النفسي أشار إليه القرآن ، فالحامل حينما تعاني الآم الولادة وتتذكّر المولود الجديد بحدّ ذاته هذا يُشعرها بالراحة فما بالك بمريم وقد كان مولودها عظيما ، ثم من الدعم النفسي يقول الله جل وعلا (وهزّي إليك بجذع النخلة) فالإمساك بالأشياء لأجل مساعدها في الولادة وفي قوله (رطبا جنيا) توضح أن ولادة عيسى عليه السلام كانت في الصيف ولم تكن في الشتاء ، فلحظة الميلاد هي أصل الوجود الإنساني ،فالله خلق الكون وإن من أسمائه الخالق والخلاق وهو تجلّ من تجليات القدرة الإلهية ، فالكون كل يوم يكبر ويتطور ( كل يوم هو في شأن) فكل يوم يولد شيئ ما في الكون فهناك النجوم الجديدة والمخلوقات الجديدة والحكمة هي عملية التنوع والغالب أن هناك تناغما وانسجاما وإعجازا وهذا يدعو إلى التفاؤل وأن نقرأ الأشياء بقراءة إيجابية ، ولعلك تلاحظ الفرحة الكبيرة عند الأسر عند ميلاد جديد وإن كان بعد الميلادا الموت الذي هو نهايات ومساقات ومآلاً لابد منه ". وأضاف العودة، بحسب جريدة "المدينة" السعودية، أن ميلاد الأفكار يُشابه ميلاد الإنسان فيقول:" اعتقد أن ميلاد الفكرة مثل ميلاد الإنسان فالفكرة تحاول أن تخرج من العقل وتُجرى تقلصات لأجل تولّد الأفكار كما يولد الناس ، وهناك من الأفكار ما يعيش قرونا طويلة وينتفع به الناس ، وعند ميلاد الفكرة لابد أن يحتضنها صاحبها مثل الطفل حين ولادته لابد أن أمه تحتضنه والفكرة تحتاج إلى عدم الضجيج فربما الضجيج قتلها فلا مانع أن تكون الأفكار هادئة لتأخذ مسيرتها والفكرة تحتاج من يدافع عنها ويحميها وتحتاج من يتبنّاها سواء جهة حكومية أو أفرادا ولابد أن يكون للفكرة خصوم وأعداء ومحاربون لكن إذا كانت الفكرة صحيحة ستتمرد على كل هذا وتثبت وجودها ، وعندي تساؤل هل الأفكار في الإسلام مثل العبادات لايجوز التفكير بها أو لابد يكون عليها نص شرعي فأعتقد أن الأفكار لا تتعارض مع النصوص الشرعية وعلينا أن نُنشط الأفكار ونشجع الأفكار الجديدة بحيث نشجع كل فكرة رشيدة لا تتعارض مع نصوص الكتاب والسنة ، فالأفكار هي من أسباب نشوء وتطور الحضارات. وختم العودة حديثه موضحا أنه شعر بميلاد جديد حينما زار المدينةالمنورة فقال:" شعرت بميلاد جديد لما وقفت على قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى أبي بكر وعمر بن الخطاب شعرت بروح جديدة وتجليات رائعة ، حينما صليت على مقربة من قبر النبي صلى الله عليه وسلم تخيلت أنه مرّ به أحد الصحابة أو حتى جبريل مرّ به ، كم يعطي هذا الإحساس شعورا مميزا خاصة أن الجو تسطير عليه الهدوء والسكينة ، وقد شاركت بمؤتمر الوقف الدولي بالمدينة برعاية الجامعة الإسلامية تلك الجامعة التي لا تغيب عنها الشمس وقد منحت 4آلاف منحة لطلاب من العالم الإسلامي ليتخرج الطلاب بمنهج وسطي بعيد عن الغلو والتطرف