السؤال: ما رأي الدين في إلقاء خطبة أثناء دفن الميت في المقابر بصوت مرتفع ثم الدعاء للمتوفي والتأمين بصوت عال؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن المدرس بالأزهر: الوقوف علي القبر بعد دفن الميت والدعاء له فهو من السنة لما روي عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلي الله عليه وسلم -إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: "استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت. فإنه الآن يُسأل". وأخرج الامام مسلم عن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - أنه قال: "إذا دفنتموني فأقيموا بعد ذلك حول قبري ساعة قدر ما تنحر جزور ويفرق لحمها حتي استأنس بكم وأعلم ماذا أراجع رسل ربي". بل ويسن تلقين الميت بعد الدفن لما روي عن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: إذا أنا مت فاصنعوا بي كما أمرنا رسول الله - صلي الله عليه وسلم - ان نصنع بموتانا. أمرنا رسول الله - صلي الله عليه وسلم - فقال: "إذا مات أحدكم من اخوانكم فسويتم التراب علي قبره فليقم أحدكم علي رأس قبره ثم ليقل: يا فلان ابن فلانة. فإنه يسمعه ولا يجيب. ثم يقول: يا فلان ابن فلانة. فإنه يستوي قاعداً. ثم يقول: يا فلان ابن فلانة. فإنه يقول: ارشدنا يرحمك الله. ولكن لا تشعرون. فليقل: اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة ان لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله. وأنك رضيت بالله ربا. وبالإسلام ديناً. وبمحمد نبياً. وبالقرآن إماماً. فإن منكر ونكيراً يأخذ كل واحد بيد صاحبه ويقول: انطلق بنا ما يقعدنا عند من لقن حجته! ويكون الله تعالي حجته دونهما. فقال رجل: يا رسول الله فإن لم يعرف أمه؟ قال: "ينسبه إلي أمه حواء: يا فلان ابن حواء" "رواه الطبراني" . وفي هذا الحديث يقول ابن القيم - رحمه الله -: "جري عليه عمل الناس قديماً وإلي الآن. والحديث وان لم يثبت فاتصال العمل به في سائر الأمصار والأعصار من غير انكار كاف في العمل به. وما أجري الله سبحانه وتعالي العادة قط بأن أمة طبقت مشارق الأرض ومغاربها وهي أكمل الأمم عقولاً وأوفرها معارف تطبق علي مخاطبة من لا يسمع ولا يعقل وتستحسن ذلك لا ينكره منها منكر. بل سُنة الأول للآخر ويقتدي فيه الآخر بالأول. كما - أشرنا - أنه وصي به عمر بن العاص - رضي الله عنه - ولم يزل أهل الأمصار علي العمل بهذا التلقين من العصر الأول وفي زمن من يقتدي به. يقول الله تعالي: "وذكر فإن الذكري تنفع المؤمنين" "الذاريات/ 55". المصدر: جريدة" المساء " المصرية