فى إطار الجهود الحثيثة المبذولة من جانب الأشقاء السوريين الأحرار، على سبيل بناء نظام سياسي وعسكري وقضائي ستزيد من قدرة المعارضة على إدارة شؤون البلاد ووضع مسار سياسة البلاد عل طريق سليم بعد سقوط النظام، وبعد أن أعلنت كتائب الثوار المسلحة في مدينة حلب وريفها تشكيل المجلس العسكري الثوري لمحافظة حلب، وإعلان عدة تشكيلات عسكرية مسلحة في كل من محافظات دمشق وإدلب وحماة وحمص ودير الزور عن تشكيل جبهة تحرير سورية، وذلك في خطوة باتجاه توحيد وتنظيم كتائب وألوية الثوار المقاتلين تحت مظلة واحدة بحيث يلتزم الجميع بالعمل وفق القوانين والاتفاقيات الدولية، فقد أعلن مجموعة من القضاة المنشقون تأسيس مجلس القضاء السوري الذي سيأخذ على عاتقه تأمين المحاكم في المناطق المحررة وإعداد مسودة الدستور لمرحلة ما بعد الأسد. فى شأن متصل، خرجت مظاهرات حاشدة في مناطق مختلفة من البلاد وصلت إلى ما يزيد عن 390 نقطة تظاهر طالبت بإسقاط النظام وهتفت لثوار إدلب الذين أسقطوا عشرات الطائرات المروحية والحربية خلال الأسابيع الماضية، ولا يزال كثير من المعارضين في الداخل السوري يرى بأن الوسائل السلمية كالتظاهر وغيرها عامل مساند للوسائل العسكرية في إسقاط النظام ولذلك فإنها جزءٌ لا يتجزء من ثورتهم التي ستستمر حتى إسقاط النظام السوري
وفي استمرار للحملة العسكرية الشرسة التى يشنها نظام بشار الدموي ضد شعبه، فقد واصل النظام حملته العسكرية الشرسة في مناطق مختلفة من البلاد حيث قتلت قواته ما يزيد عن 912 شهيداً معظمهم في دمشق وريفها، حيث شهدت البلاد سلسة متواصلة من الإعدامات الميدانية بشكل يومي وصل عدد الذين تم إعدامهم إلى ما يزيد عن 333 شهيداً بينهم 15 فلسطينياً. وأعلن اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أحياء الحجر الأسود والتضامن والعسالي وسبينة في جنوبدمشق مناطق منكوبة بحاجة إلى دعم مباشر، كما حذر الاتحاد من مجازر محتملة الحدوث في تلك الأحياء على غرار المجازر التي حصلت مؤخراً في مناطق مختلفة من سورية بعد اقتحامها من قبل جيش النظام
وبالمقابل، استمر الآلاف من المدنيين السوريين في اللجوء إلى الدول المجاورة بشكل يومي هرباً من العنف المتصاعد في البلاد حيث أظهرت إحصائيات الأممالمتحدة حتى نهاية هذا الأسبوع أن عدد اللاجئين السوريين منذ بداية الثورة وصل إلى ما يزيد عن 274,295، منهم 89,299 في الأدرن و80,410 في تركيا، و68,164 في لبنان و36,422 في العراق
وعلى صعيد اقتصادي كشفت بيانات عربية أن الميزان التجاري السلعي السوري شهد العام الماضي خسارة بلغت نحو 5,7 مليار دولار، فيما أدى التضخم المتنامي فى الأشهر الأخيرة فى سورية إلى فقدان ثلث القوة الشرائية لليرة، ويعزى ذلك إلى العقوبات الاقتصادية المفروضة على الحكومة السورية التى أدت إلى قلة عرض السلع والخدمات فى الأسواق المحلية مع وجود طلب كبير عليها. وفي سياق متصل كشفت وزارة النقل أن القيمة الإجمالية للأضرار التي لحقت بقطاع النقل عام 2012 حتى الآن مليار وربع ليرة ، منها 16 مليوناً القيمة التقديرية للأضرار التي لحقت بمؤسسة الطيران العربية السورية. ويسبب هذا التدهور حالة تذمر شديدة من قبل المواطنيين السوريين حتى في المناطق التي لا تشهد أي نوع من العنف، إلا أن هذا من شأنه أن يرفع وتيرة الهجرة
فى سياق متصل، أجرى مبعوث الأممالمتحدة بشأن سورية الأخضر الإبراهيمي خلال زارته التي استمرت لمدة ثلاثة أيام محادثات مع عدد من ممثلي هيئة التنسيق الوطنية وعدد من قيادات النظام السوري بينهم بشار الأسد. وغادر الإبراهيمي دمشق يوم الأحد دون أن يدلي بأي تصريح عن نتائج زيارته سوى أنه صرح أن جهوداً حثيثة ستبذل من أجل إنهاء الصراع وتقريب وجهات النظر بين الحكومة والمعارضة، وأن الأزمة السورية تتفاقم وتشكل خطراً على المنطقة والعالم. وعبر عدد من قيادات المعارضة السورية والجيش السوري الحر في الخارج عن فشل مهمة الإبراهيمي واصفينها بأنها لن تساهم إلا في شراء المزيد من الوقت لنظام الأسد لقمع الثورة عن طريق استمراره في قتل المدنيين وتدمير المدن
بالمقابل وفى اعتراف منه بالدعم الإيراني لنظام الأسد، أقر القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري الأحد بأن عناصر من قوة القدس التابعة للحرس الثوري موجودون في سورية ولبنان كمستشارين، ولوّح إلى إمكانية تدخل بلاده عسكرياً في حال تعرض النظام السوري لأي تدخل عسكري خارجي. وذكر ناشطون في مدينة الشدادي في محافظة الحسكة الحدودية مع العراق أن أكثر من 200 عنصر من الحرس الثوري الإيراني دخلوا المدينة قادمين من العراق يوم الثلاثاء الماضي، في حين اتهمت الولاياتالمتحدة حزب الله اللبناني وأمينه العام حسن نصر الله بمساعدة بشار الأسد في قمع الانتفاضة الشعبية المناهضة له في سورية عن طريق تقديم التدريبات العسكرية والدعم اللوجستي له. ومن الواضح نية كثير من القوى الشيعية على الاستمرار في دعم النظام السوري من منطلق أنه جزء من الهلال الشيعي الذي يمتد من إيران إلى العراق وسورية حتى لبنان وأن سقوط نظام الأسد يعني كسر محور القوة الشيعي في المنطقة