مرت شهور على انتهاء أكبر موجة حرائق شهدتها مصر منذ حريق القاهرة عام 1952، وهي الحوادث التى تعمد القائمون على حكم البلاد عدم إجراء أي تحقيق فيها، وهو ما يعني أمرين لا ثالث لهما، إما أن المجلس العسكري الذي تغير اسمه الآن إلى "الحرس القديم" لم يري فى هذه الحوادث المتزامنة فى توقيتها، التى استهدفت مواقع استراتيجية وصناعية عديدة من شمال البلاد حتى جنوبها وشرقها، وإما أنه كان متورطا في تنفيذها، ربما ليس بالمشاركة الفعلية وإنما عبر إبداء التجاهل التام للجرائم والمجرمين فى حق الوطن. الآن .. وبالتحديد منذ الأمس، عادت موجة حرائق جديدة تنتشر كالنار فى الهشيم فى طول البلاد وعرضها، وكما كانت بداية الموجة الأولي فى السويس، جاءت بداية الموجة الثانية أيضا فى السويس – مهد الثورة المصرية - حيث شب حريق هائل بالشركة المصرية الصينية للأدوات الزراعية والواقعة في شمال غرب خليج السويس بالعين السخنة والتهمت النيران معدات الري والحشائش الجافة بمسحة 5 أفدنة بها حشائش برسيم مجفف كان مجهزا لتصديره للخارج مع معدات ري وتخزين مصنعه من البلاستيك واستمرت النيران من مساء الاثنين حتى فجر الثلاثاء الماضي. وفى المدينة الباسلة أيضا، حسبما أفاد مراسل "مصر الجديدة" – فقد شب حريق آخر بمرسى اللنشات التابع لهيئة قناةالسويس بمنطقة بورتوفيق مما أدى لاحتراق المرسى و3 أكشاك عليه خاصة بالرسوم والتصريحات التابعة للهيئة. وفى قنا، شب اليوم حريق هائل داخل إحدى المبانى الخاصة بمصنع الألومنيوم بنجع حمادى – وهو الأكبر من نوعه بالشرق الأوسط - وقد صرح مصدر مسئول بمصنع الألومنيوم وصول الخسائر بسبب حريق مبنى البلوكات إلى ملايين الجنيهات وذلك لآن المبنى هو مبنى البلوكات الكاربونية الخاص بإنتاج العجائن لآقطاب البلوكات والتى تستخدم فى تحليل الكهربا لخلايا الآلمونيوم وهى أهم مرحلة وتعتبر أساس صناعة الألومنيوم، وقد تسبب الحريق فى تدمير المبنى بالكامل المكون من 6 طوابق. الغريب فى الأمر أن هذا الحريق ليس الأول، فى المصنع ذاته، ولكنه "الخامس" ................. بحسب شهادة العمال لمراسلة جريدة "مصر الجديدة"، خلال أقل من عام، فى ظل صمت مريب من جانب المسئولين وتخاذلهم عن اتخاذ أية إجراءات لحماية صرح صناعي هائل فى مصر. الواضح تماما أن هناك خائن أعظم يدير شئون الفوضي المنظمة فى البلاد، عبر شبكة ممتدة تبدأ من سجون طرة، مرورا بقيادات الفلول الممولة بأموال خليجية ضخمة، وفى ظل حماية خاصة من المفترض بهم حماية أمن البلد .. وليس حماية المخربين وأبناء مبارك وغيرهم من خونة الشعب وحارقي أرض مصر. والواضح أيضا أن موجة الحرائق هذه تأتي وكأنها مقدمة موسيقية لسيمفونية الفتنة الطائفية الدامية التى يجري التخطيط لها خلال ساعات قليلة مقبلة، والهدف النهائي: عودة النظام البائد ولو على أنقاض الوطن.