تتعرض مدينة دير الزور منذ أكثر من شهر لحصار خانق يقوم به النظام المجرم، أدى إلى حدوث نقص كبير في المواد الغذائية والطبية بما في ذلك الأدوية ومستلزمات العمليات الجراحية. وقد صعد النظام في الأيام الأخيرة من هجومه الوحشي على المدينة من خلال القصف الشديد باستخدام الطائرات والمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ والدبابات المرابطة في معسكرات خاصة، وتعرضت عدة أحياء لهجمات متواصلة أوقعت مئات الشهداء وآلاف الجرحى، وأحدثت تدميراً كلياً أو جزئياً في قطاع واسع من المباني السكنية والمحلات التجارية والمؤسسات التعليمية. وقد سجلت بعض التقارير نزوح نحو نصف مليون نسمة من دير الزور وريفها إلى مناطق أخرى، ولم يتبق داخل المدينة سوى ثلث سكانها.
وفي درعا ارتكب النظام جريمة أخرى، بعد مذبحة مدينة الشيخ مسكين (29/07) التي راح ضحيتها أكثر من 30 مدنياً، بعضهم قضى حرقاً أو ذبحاً بالسكاكين، وتم قصف المدينة بشكل عشوائي بقصد التدمير والقتل.
وتعرض مخيم درعا، الذي يقطنه لاجئون فلسطينيون ونازحون من الجولان السوري المحتل، وحي طريق السدّ، لهجوم وحشي شاركت فيه أكثر من 50 دبابة وعربة "بي إم بي"، وتم اقتحام المخيم من كافة المحاور بعد فرض حصار عليه، واستخدم النظام المدنيين دروعاً بشرية لاقتحام الأحياء السكنية، حيث تم إطلاق النار على البيوت وقتل مواطنين داخلها، واعتقل النظام قرابة 200 مدني من حي السدّ، وتم خطف جثمان 11 شهيداً من المشفى الميداني.
إن جرائم النظام الأسدي وصلت حداً لم يشهده العالم منذ العصور المظلمة، وإن صمت المجتمع الدولي على ما تقوم به الطغمة المجرمة ساعدها على الاستمرار في غيّها ومواصلة القتل والإبادة، حيث أصبح الشعب السوري رهينة في يد النظام يقوم كل يوم بذبح المئات منه دون أن يتوقع ردّ الفعل اللازم ممن يصفون أنفسهم بحماة الحرية والإنسانية.
إن المجلس الوطني الذي يتابع الأوضاع ميدانياً ويسعى لتقديم كل ما يستطيع من المعونات الإغاثية والإنسانية، ويتحرك على المستوى السياسي لنقل معاناة الشعب السوري إلى جميع المحافل الإقليمية والدولية يعلن عن دير الزور ومدينة الشيخ مسكين ومخيم درعا وحي طريق السد ومدينة المعضمية بريف دمشق مناطق منكوبة ويحث منظمات الإغاثة العربية والإقليمية والدولية على التحرك العاجل لإعانة من تبقى من سكانها، ومساعدة اللاجئين والنازحين منها، وتقديم العون لهم، وإحباط محاولات النظام لقتل مزيد من الضحايا من خلال القصف والحصار.
إن على العالم أجمع، وفي المقدمة الدول العربية والإسلامية، مسؤوليات كبيرة في إغاثة الشعب السوري المنكوب، والوقوف معه في ثورته الباسلة من أجل استرداد حريته وكرامته، وإحقاق القيم الإنسانية النبيلة التي أهدرها النظام المجرم بعد أن حول سورية إلى ميدان للموت والدمار والخراب.