قال نائب الأمين العام للجامعة العربية، السفير احمد بن حلي، إن جامعة الدول العربية أنهت كافة التحضيرات لاستضافة المؤتمر الموسع للمعارضة السورية المقرر عقده بأحد فنادق العاصمة المصرية القاهرة يومي الثاني والثالث من تموز، المقبل تحت رعاية الأمين العام نبيل العربي. ونقلت وكالة (كونا) الكويتية عن السفير احمد بن حلي قوله ان "الأمانة العامة للجامعة وجهت الدعوات لأكثر من 200 شخصية تمثل المعارضة السورية في الداخل والخارج بكافة أطيافها وكذلك دعوة وزراء خارجية الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن". وقررت الجامعة العربية، مؤخرا، تأجيل مؤتمر المعارضة السورية الذي كان مقررا عقده في مقر الجامعة يومي 16 و17 مايو الماضي، وذلك بناء على طلب من أطراف المعارضة لمزيد من التشاور. وأضاف بن حلي أن "الجامعة وجهت الدعوة أيضا الى العراق رئيس القمة ودولة الكويت رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة وقطر رئيس اللجنة العربية المعنية بالأزمة السورية والمبعوث المشترك كوفي عنان بالإضافة إلى الدول التي استضافت مؤتمر أصدقاء سوريا وهي تركيا وتونس وفرنسا". وأوضح ان "المؤتمر يعقد بناء على قرار صادر عن الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب الذي عقد في الدوحة 2 يونيو الحالي وذلك للوصول لرؤية مشتركة تمكن المعارضة السورية عندما تدخل في الحوار من ان يكون لها تصور واضح وواقعي وعملي للمرحلة المقبلة". وأكد نائب الامين العام ان "الجامعة العربية كرست جهودها لأكثر من شهرين للاتصال مع كافة التيارات والتنظيمات والشخصيات الوطنية السورية للتحضير لهذا المؤتمر"، مشيراً إلى انه "تم تشكيل لجنة تحضيرية له بدأت عملها في 21 يونية بحضور الأمين العام لتصل الى يوم المؤتمر". وأوضح بن حلي ان "مشاركة أطراف إقليمية ودولية في المؤتمر ستكون فقط في الجلسة الافتتاحية والختامية لإلقاء الكلمات اما المناقشات في المؤتمر على مدي يومين فستكون مخصصة لأطراف المعارضة السورية، دون تدخل من أحد لصياغة رؤية مشتركة للتعامل مع المرحلة المقبلة"، مشدداً على "ضرورة تضافر الجهود لمساعدة سورية على الخروج من هذه الحالة وحل الأزمة بما يلبي تطلعات الشعب في التغيير والإصلاح والديمقراطية ويحافظ على سوريا كدولة مهمة في المنطقة". وتعاني المعارضة السورية من انقسامات داخل مكوناتها، الأمر الذي يؤدي إلى فشل في توحيد الرؤى تجاه الأوضاع في سوريا، ما ينعكس سلبا على وضعها كمكون ممثل لجزء من السوريين, حيث أن هناك أطياف من المعارضة تنادي بضرورة التدخل العسكري الخارجي في سورية ومنها "المجلس الوطني" المعارض فيما تعلن معارضة الداخل ك "هيئة التنسيق الوطنية" و"تيار بناء الدولة السورية" وغيرها.. رفضها لهذا الأمر. وكانت مجموعات من المعارضة السورية، اجتمعت منتصف الشهر الجاري، في مدينة اسطنبول التركية لمدة يومين بهدف توحيد رؤيتها، وتم الاتفاق على تشكيل لجنة تقوم بالتحضير لمؤتمر القاهرة الذي سيعقد نهاية الشهر الحالي أو بداية الشهر المقبل، تحت رعاية جامعة الدول العربية. وتأتي هذه التصريحات في ظل ارتفاع وتيرة العنف والعمليات العسكرية، وسقوط الكثير من الضحايا, ما أدى إلى تعليق عمل بعثة المراقبين الدوليين في عدة محافظات. وتشهد عدة مدن سورية منذ أكثر منذ 15 شهرا تظاهرات، مناهضة للسلطات، ترافقت بسقوط شهداء من المدنيين والجيش وقوى الأمن, حيث تتهم السلطات السورية "جماعات مسلحة" ممولة ومدعومة من الخارج، بالوقوف وراء أعمال عنف أودت بحياة مدنيين ورجال أمن وعسكريين، فيما يقول ناشطون ومنظمات حقوقية إن السلطات تستخدم "العنف لإسكات صوت الاحتجاجات".