منذ ان وعينا على الدنيا ونحن نسمع ان اللى بنى مصر كان فى الاصل حلوانى وعشان كده ياولاد مصر حلوة الحلوات --- ولمن يتحدث عن حلاوة مصر اسأله – فين الحلاوة الان؟ امشى فى شوارعها وعدى على نيلها اجلس فى مقاهيها وارصد معى الشوارع مليئة بالقمامة وهدد المبانى,, النيل تحوطه من كل الجهات صور ومناظر تشوهه وياسلام لو سافرت الريف وهناك هاتشوف النيل بجد مياهه مليانة حيوانات نافقة وولاد بيستحموا فى الترع وستات بتغسل المواعين والملابس ببول البنى ادمين والحيوانات اللى طبعا بيقضوا حاجتهم فى النيل العظيم اما فى المقاهى فتسمع وترى العجب العجاب كل المصريين ادباء وفلاسفة ومحللين سياسيين ومش كده وبس مابقاش فيه كبير, عيل مايزيدش عمره عن 18 سنة يتحدث الى هرم وهو واضع قدم على اخرى وياويلك ياظلام ليلك لو عارضته ولا خالفته الراى هاتشوف وتسمع اللى ماقالهوش بشار عن الخمر والنساء -- وفى مصر الحلوانى ستجد الزحام والعشوائية والفقر والجهل وفوقهم ستجد التفاوت الاجتماعى المبالغ فيه وايضا ستجد شعب لايحب العمل الا انه يجب ان يتقاضى راتب عالى مقابل عدم عمله ولو ماعجبش الرئيس النظام اللى فرضه المواطن عليه يضرب العمال ويعتصموا ويهددوا ويتوعدوا وبالتالى فعلى صاحب العمل الاذعان لمطالبهم لانه ان لم يستجب فهو خائن وغير مؤمن بمبادئ الثورة وايضا لايعطى اصحاب الحقوق حقهم .. وفى المحروسة ايضا يتحدثون الان عن ان القادمين لسدة الحكم انما جاءوا لكى يدعوننا للاسلام ولاادرى اى دعوة هذه وهل كنا نعبد غير الههم واله اجدادهم – وفى قاهرة المعز اصبحنا فئات فلول ولاادرى من الذى افتكس هذا المصطلح وماهى مدلولاته واصوله ماعلينا فى مصر الان فلول واسلاميين والاسلاميين نوعين اخوان وسلفيين وفيه ثوار وعلمانيين وطبعا فيه اقباط ولم يعد يشملنا مصطلح مصريين ومش كده وبس اصبح الغد المصرى يشترط علينا ان نكون اما مع واما ضد فان فاز الاسلاميين لابد ان نكون مع والا وجب اقامة الحد علينا واذا فاز الفلول فلابد ان نعلن توبتنا ونعود الى رشدنا سالمين والا حكم علينا بان نشرد فى ارضنا .. فى قاهرتنا وباقى محافظات المحروسة اختلطت المعانى وازدحمت المفردات واصبحت عديمة الجدوى فلابد ان تكون احد اثنين لاثالث لهما ؟؟ وبالطيع وسط كل ماطرأ علينا وفينا لاتتحدث عن التراجع الاقتصادى والامنى والاجتماعى لانك ان فعلت فانت لست من الثوريين بل انك خائن لمبادئ الثورة . فى بلد انجبت عباقرة الزمان وجهابذة العصور اصبحت تخاف من ان تقول انك غير راض او رافض لاداء قلان لان هذا الفلان من المرضى عنهم وممن ثبت فى الحديث الشريف انه من الاشراف الاخيار. فى بلدنا المحروسة اصبح كل شئ معكوس واصبح الزيف هو السائد فمن كانوا يصفقوا للنظام البائد هم نفسهم من اهانوه واشادوا بالقائم وبالطبع سيشيدوا بالقادم ,,, فى المحروسة غاب الحلوانى وبقيت هى تبحث عن ابنها الذى كان يحرسها ويخاف عليها ويذود عنها ويحفظها من الطامعين تسأل عليه فلا مجيب تنادى فياتيها من صوت خفى لست انا امى ابنك الشرعى انا اخر ولست بالتبنى ولكن لى اهداف ومارب منك سانالها باسمك وحتى تتحقق اهدافى وماربى اياك ان يعلو صوتك والا قتلت ابنك الذى اختطفته وكممته واخذته رهينه اهدده بك فيزداد خوفه ويطول صمته لانه يحدثنى عن حبه لك وايضا اسمعه عندما اخلع عنه كمامته يقول-- لاتخافى ياامى فاانا وان طال صمتى الا ان صوتى راجع لامحاللة وان بعدت عنك فانما سبب البعد اننى اسعى لاستنهاض اخوتى حتى نخلصك ممن يحاولون ان ياخذون حلوك الراسخ فيك من قديم الازل انتظرينى امى انا قادم لامحالة.