تظاهرة ضد عنصرية الكيان الصهيوني وليبرمان وسط إجراءات أمنية مشددة وبوجود كثيف لعناصر الشرطة البريطانية قام نشطاء مؤيدون لفلسطين ومناهضين لعنصرية دولة الاحتلال الإسرائيلي (يوم أمس الثلاثاء) بمظاهرة أمام فندق بمنطقة هندون شمال العاصمة البريطانية لندن احتجاجا على زيارة الوزير الصهيوني المتطرف أفيجدور ليبرمان – وزير خارجية دولة الاحتلال المعروف بمواقفه العنصرية تجاه الفلسطينين. وهتف المتظاهرون ضد الوزير الصهيوني وضد حكومته التي وصفوها بالعنصرية طالبوا بطرد الوزير ومحاكمته. كما هتفوا بالحرية لفلسطين. في هذه الأثناء تجمع العشرات من أفراد الجالية اليهودية المؤيدون لدولة الاحتلال وأخذوا بالهتاف ضد العرب والمسلمين، مما اضطر الشرطة لتكثيف تواجدها للحيلولة دون الاحتكاك بين المجموعتين. وكان مما أثار يهود تلك المنطقة وجود عدد من حاخامات منظمة "ناطوري كارتا" الذين جاؤوا للتظاهر ضد ليبرمان وضد دولة إسرائيل التي يعتبرونها دولة صهيونية عنصرية لا تمثل اليهودية. وفي ختام المظاهرة قام المتظاهرون المؤيدون لفلسطين بمسيرة جابت منطقة "هندون" التي يطلق عليها البعض "إسرائيل الصغرى" بسبب الكثافة اليهودية فيها.
وكان المنتدى الفلسطيني في بريطانيا والمبادرة الإسلامية البريطانية وعدد من المنظمات التضامنية البريطانية قد دعت إلى التظاهر أمام فندق "ذا بيلار" الذي وصل إليه الوزير الصهيوني لإلقاء محاضرة في عشاء "خيري" حضره عدد كبير من مؤيدي دولة الاحتلال لجمع تبرعات لصالح الصندوق القومي اليهودي المسؤول عن مصادرة أراضي المواطنين الفلسطينيين بشكل غير قانوني وعن الاحتفاظ بأراضي الغائبين ورفض الإفصاح عن تفاصيل ومستندات الأملاك منذ توليه المسؤولية اثر النكبة عام 1948.
و قال الدكتور حافظ الكرمي – رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا أن استقبال ليبرمان المتطرف اليميني والعنصري الذي له تصريحات تدعو إلى التطهير العرقي ضد الفلسطينيين يجلب العار للحكومة البريطانية التي تستقبله بحجة أنه منتخب في البرلمان الصهيوني. ولكنها في ذات الوقت تصر على عدم التعامل مع نواب الشعب الفلسطيني الذين انتخبوا في آخر انتخابات ديمقراطية في الأراضي المحتلة.
من جهته دعا محمد صوالحة رئيس المبادرة الإسلامية البريطانية حكومة كاميرون لتحديد موقفها من تصريحات كاميرون العنصرية وقال إن السكوت على هذه التصريحات يعتبر تأييدا لها، وبالتالي تتحمل الحكومة البريطانية المسؤولية عما يترتب عليها من ظلم تجاه الشعب الفلسطيني.
جدير بالذكر أن مئات من أفراد الجالية اليهودية قاموا في وقت سابق هذا الأسبوع بالاحتجاج على زيارة ليبرمان، ووقع قرابة ثلاثمائة منهم عريضة تنتقد الصندوق القومي اليهودي، وتحمل ليبرمان مسؤولية التدهور في الأراضي المحتلة بسبب سياسات الاستيطان، وتتهمه بالوقوف ضد عمل المنظمات الأهلية المدعومة من أوروبا والناشطة في مجال حقوق الإنسان. وأكدت العريضة التي نشرت على الانترنت تورط الصندوق القومي اليهودي بأنشطة تعرض إمكانية " إحلال السلام في المنطقة" ، وتهدد صورة "إسرائيل" عبر دعم التشريعات غير الديمقراطية، والتي كان آخرها قرارات الكنيست الإسرائيلي القاضية بنقل المواطنين الفلسطينيين من دولة الكيان الصهيوني إلى الضفة الغربية.