رغم الصعوبات التي تواجهها، تنشط المنظمات اليهودية المعادية للصهيونية لفضح ممارسات دولة إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني. وفي النمسا، تقيم حاليا منظمة تطلق على نفسها اسم «اليهوديات المتشحات بالسواد»، بالتعاون مع منظمة «الصوت اليهودي»، المناهضتين لدولة إسرائيل، عرضاً للفيلم البريطاني الشهير «الوعد» على مدار أسبوع كامل. الفيلم، الذي سبق عرضه في التليفزيون البريطاني، يبدأ بمعاناة اليهود علي يد النازي، من خلال ذاكرة رجل عجوز يحتضر على فراش الموت بأحد المستشفيات، ومعه فتاة بريطانية تكتشف أن جدها كان جندياً في جيش الانتداب في فلسطين، بعد الحرب العالمية الثانية، وأنه شهد هجرات اليهود المتواصلة لفلسطين، بعد وعد وزير الخارجية البريطاني، آرثر بلفور، عام 1917. وفي الفيلم، تعلم الفتاة أن الجد مات مقتولاً خلال القتال بين اليهود وجيش الانتداب، لإجباره على الرحيل، فتقرر الذهاب إلى إسرائيل للبحث عن قبره وتقصي كيفية مقتله، وخلال الأحداث، تتعرف الفتاة على حقائق لم تكن تدركها في بريطانيا، بسبب وسائل الإعلام وتبدأ نظرتها تتغير تجاه الفلسطينيين، وحقهم فى الأرض، وفي إقامة دولتهم عليها. وعلقت على الفيلم «باولا الحوراني»، رئيس منظمة «المتشحات بالسواد»، قائلة إن الرسالة التي تريد التأكيد عليها من خلال العرض هي «التعرف على تاريخ القضية الفلسطينية منذ فترة الانتداب البريطاني، وهجرة اليهود بعد الحرب العالمية الثانية من أوروبا وروسيا إلى فلسطين، بذريعة المآسي الإنسانية التي عانوا منها في محارق الهولوكوست». وأشارت الحوراني في حديثها ل«المصري اليوم» إلى النشاط الإرهابي للحركة الصهوينية والذي سبق إقامة دولة إسرائيل. وقالت: «يجب أن تعرف الأجيال الحالية أن العصابات الصهيونية مارست إرهابا فظيعا ضد الفلسطينيين لكي تقوم دولة إسرائيل التي بدأت بعد ذلك تتوسع في احتلالها للأراضي العربية». وأكدت ضرورة مقارنة «الإرهاب الصهيوني في الماضي بسياسات التمييز العنصري التي تنتهجها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة اليوم ضد الشعب الفلسطينى نفسه». من جانبه، انتقد بيتر ميلفن، رئيس منظمة «الصوت اليهودي» المناهض لإسرائيل، وعد بلفور بعد 95 عاما على إصداره، مؤكدا أنه «أعطى لليهود حقا في إقامة وطن لهم في أرض فلسطين، بينما كان يعيش فيه يهود بالفعل، وكان عددهم آنذاك حوالي ثلث عدد العرب، إضافة إلى إنكار بلفور حق الفلسطينيين فى أرضهم وتجاهله تماما». وأضاف ل«المصرى اليوم» أن «إسرائيل دولة قامت على الإرهاب»، مشيرا إلى أن حزب الليكود تم تأسيسه من العصابات الصهيونية، التي مارست نشاطا إرهابيا ضد جيش الانتداب البريطاني، فضلا عن المجازر التى ارتكبتها ومازالت بحق الشعب الفلسطيني. وفي هذا السياق، طالب ميلفن بضرورة إقامة الدولة الفلسطينية على كل الأراضى العربية، بما فيها تلك التي قامت عليها إسرائيل (أراضي 1948). وشدد على ضرورة إزالة المستعمرات وإنهاء الاحتلال، مؤكدا عدم أحقية إسرائيل في هذه الأرض. ووجه ميلفن انتقادات شديدة لوزير الخارجية الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان، قائلا إنه «صهيوني يكره كل العرب وليس الفلسطينيين فقط». كما أعرب عن اعتقاده بأن الفلسطينيين سيحصلون على حقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم الحرة المستقلة، مؤكدا أنه لن يكون لإسرائيل وجود إذا ما تحقق ذلك.
