إلى متى تبقي سيناء خارج التاريخ؟ أكد مصدر مقرب من عائلة السواركة التى تم اغتيال كبيرها، الشيخ "نايف محمد قبال"، برصاص ملثمين مجهولين قبل أيام، أن هذه الجريمة تعتبر بمثابة محاولة لتقويض الأمن والاستقرار فى سيناء، خاصة وأنها قد وقعت فى أعقاب أول زيارة للمشير محمد حسين طنطاوي – رئيس المجلس العسكري – إلى سيناء، وهي الزيارة التى قام خلالها بالالتقاء بوجهاء القبائل السيناوية، وعلى رأسها قبيلة السواركة، إلى جانب افتتاحه لعدة مشروعات تنموية، وهي الزيارة التى تعتبر الأولي والأكبر من نوعها عقب قيام ثورة 25 يناير وانتهاء عهد الرئيس المخلوع "مبارك" الذي حرص طوال سنوات حكمه على دفن سيناء حية وإبقاء سكانها فى مرحلة ما قبل الحضارة. واشار إلى أن حالة من الفرحة التى سادت المنطقة، فى أعقاب حصول أبناء القبيلة على وعد من المشير بالسماح لهم بتعمير أراضيها ومنحهم حق الانتفاع بالأرض، وتثبيت جميع العمالة من أبناء سيناء بعقود مؤقتة، كما ابتهج أهالي سيناء عموما – بحسب المصدر - عندما قال المشير انه لن يسلم السلطه فعليا الا بعد الانتهاء من كتابه الدستور حتى لا يستأثر أى فصيل بالدستور لنفسه. وعبر المصدر عن قلقه من ضلوع جهات أجنبية أو داخلية ذات هوية إرهابية فى الحادث، الذي من شأنه عودة الأوضاع السياسية إلى التأزم بين قبائل سيناء وبين القيادة السياسية وتفخيخ العلاقة بين سيناء بأكملها كمنطقة استراتيجية حساسة، قبالة العدو الصهيوني، وبين سائر أنحاء الوطن. وكان الشيخ نايف قبال، قد لقي مصرعه أثناء تواجده بالقرب من مقر المجلس المحلي للعريش، عقب تعرضه لإطلاق الرصاص من جانب رجلين ملثمين من على دراجة نارية، قبل أن تفر هاربة، فيما لاتزال التحقيقات مستمرة لتحديد هوية الجناة، اللذان لا يزيد عمرهما عن العشرين عاما. الجدير بالذكر أن قبيلة السواركة قد اشتهرت بأنها من أكثر قبائل السيناوية وطنية وفداء للوطن ورفضا لخضوع أبنائها لمحاولات التجنيد المستمرة من جانب الموساد الصهيوني، الذي استغل ضعف القبضة الأمنية لمصر على سيناء من جهة، وكذا سوء علاقات البدو بالأجهزة الأمنية التي مارست ضدهم الكثير من أعمال القمع التقليدية، وذلك بهدف استقطاب السيناوية وتحويلهم لجواسيس لصالح العدو الصهيوني، كما اشتهرت تلك القبيلة تحديدا بمساعدة الجيش المصري فى كافة العمليات العسكرية على مدار تاريخ المواجهات مع العدو.