*للوهله الأولى اعتبره الجميع بمحطه مترو السادات مجنونا كبقيه المجانين الذين يملأون الشوارع والأذقه والميادين ويفترشون الأرصفه ويتغطون بعنايه السماء ويجوبون عربات المترو للشحاذه أو البيع "شحاذه على نضيف). *لم يكن أبدا من هؤلاء بل هو شاب فى ريعان شبابه لم يكمل العشرين ربيعا يميل للطول منه للقصر ممتلئ ويمسك فى كلتا يديه حزمه أوراق ، يصرخ بصوت عال غير مفهوم وبأعلى مايمتلك من عزيمه ،نزل لتوه من المترو الذى غادر المحطه حالا ، يمشى على الرصيف وينادى على الركاب المنتظرين المتعبين ، ينظرون إليه فى ذهول ، ركب المترو فجاء حظى معه بالعربه فرأيته عن قرب يصر على ندائه "يامصريين، يامصريين" لاأحد يجيبه منهم من يكتم ضحكه خجوله ومنهم من أشاح ببصره بعيدا كأنه يخشى المواجهه ، صمت ، وفجأه تسآل بصوت جهورى " ألستم مصريين ؟(!!).بدأت همهمه الركاب ورفعوا رؤوسهم ولسان حالهم يقول (نحن المصريون ! )، فرد يديه ووزع الأوراق التى بها على الركاب ، إنها دعوه لتحكم ضميرك كمصرى وانت ذاهب إلى الإدلاء بصوتك فى أول انتخابات رئاسيه تنافسيه أتاحتها الثوره بفضل من الله ثم بدماء الشهداء الذكيه التى سالت فى شوارع مصر ومصابيها الذين فقدوا أطرافهم وأرجلهم وفقئت عيونهم ما من ذنب ارتكبوه سوا تصميمهم على نيل الوطن حريته وكرامته وعدالته. *بعد أن انتهى من توزيع الاوراق التى تنادى بانتخاب حمدين أو ابوالفتوح ، أخذ يصرخ بعلو صوته (الفلول لأ...(!!!!). يلف على الركاب مره أخرى ليجمع الاوراق التى وزعها عليهم آسفا ومتأسفا ومبررا ذلك بأن إمكانياتهم ضعيفه، حيث لا تمو يل ولا أجندات فالوطن قبله العاشقين الحالمين بوطن حر ، فجأه توقف المتروو ونزل الشاب وآخر كلماته التى يصرخ بها وكأنها وصيته الأخيرة: (الفلووول لأااااااااااا).