هددت حكومة جنوب السودان بالسيطرة عسكرياً على أبيي إذا لم تسحب الحكومة السودانية أيضاً قواتها من المنطقة، وقال مسئول ملف أبيي في حكومة جنوب السودان، لوكا بيونج، -خلال حفل بمناسبة سحب قوات بلاده من أبيي- إنه إذا لم تسحب الحكومة السودانية قواتها بنهاية يوم الخامس عشر من هذا الشهر فسيطلب من حكومته التدخل عسكرياً للسيطرة على أبيي. من جانبها ، قللت الحكومة السودانية من تهديدات جوبا بالسيطرة على أبيي. وقال الناطق باسم الخارجية السودانية، العبيد أحمد مروح، إن هذه التهديدات "تأتي في سياق تضليل متعمد من حكومة الجنوب للرأي العام الدولي". وأوضح أن الانسحاب من أبيي محكوم باتفاق ترتيبات انتقالية وقِّع العام الماضي، بحيث يحصل انسحاب متزامن للطرفين من أبيي ومرَاقب من ممثلين للجانبين والقوة الدولية الموجودة في المنطقة. وأضاف: "تهديدات جوبا لا تعنينا، ونحن مستعدون مبدئياً للانسحاب من أبيي بشرط أن يكون هناك انسحاب متزامن لقوات الجانبين ومراقب دولياً، وفقاً لترتيبات إدارية وأمنية متفق عليها". وكانت الأممالمتحدة قالت الجمعة الماضي إن جنوب السودان سحب شرطته من منطقة أبيي المتنازع عليها بعد تهديدات من مجلس الأمن بفرض عقوبات. من جهته دعا المبعوث الأمريكي السابق للسودان، أندرو ناتسيوس، الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي لدعم دولة جنوب السودان بالسلاح لمواجهة السودان تماماً كالدعم الأمريكي المقدم إلى إسرائيل، وذلك لتغيير موازين القوى في الصراع لصالح دولة جنوب السودان. وقال ناتسيوس، في مقال نشرته صحيفة "الواشنطن بوست" الصادرة امس: "إن أسباب الصراع معقدة، لكن الحل هو أنه علينا تسليح دولة جنوب السودان تماماً كما قدمنا الأسلحة لدعم إسرائيل، وفي نفس الوقت فإن ذلك لن يضع قواتنا في خطر، لأنه عملياً لا يمكننا المساعدة في إحلال السلام في المنطقة"، وأضاف ناتسيوس أن دولة الجنوب، التي عمرها أقل من عام، تعاني في حربها مع السودان نتيجة عدم توازن القوة العسكرية. وقال ناتسيوس: "خلال الأعمال العدائية الأخيرة لم تكن لدولة الجنوب أية قوة جوية أو أسلحة مضادة للطائرات، على الرغم من أن لديها جيشاً جيداً على الأرض وله دوافع مناسبة". ويشير المبعوث في مقاله إلى أن السبيل الوحيد لإنهاء المفاوضات مع السودان وتعزيز السلام هو إعطاء الجنوب الأدوات المناسبة مثل الطيران الأمريكي والأسلحة المضادة للطائرات. وتقدم الولاياتالمتحدة أكثر من 30 مليون دولار سنوياً في مجال المساعدة التقنية العسكرية بدعم من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الكونجرس لجيش الجنوب منذ عام 2006. ويوضح ناتسيوس أنه كان شاهداً على وضع هذا البرنامج موضع التنفيذ، وأضاف قائلاً: "يمكن للولايات المتحدة تقديم المساعدات العسكرية دون موافقة مجلس الأمن الدولي أو الاتحاد الأفريقي".