مشهد لمسيرة وزارة الدفاع الثانية بمسيرة وتظاهرة واعتصام، شاركت فيه قوي ثورية، ترواحت ما بين أقصي اليمين، (أنصار "حافظ أبو إسماعيل" وشباب الإخوان المسلمين) وأقصي اليسار (الاشتراكيين الثوريين) .. وفى القلب منها حركة "6 أبريل"، ووصلت قبل ساعات قلائل إلى مقر وزارة الدفاع، للمطالبة بإسقاط حكم العسكر، يمكن القول أن القوي الثورية والسياسية قد نجحت فى توجيه ضربة مفاجئة لمخابرات العسكر، التى أخذت على عاتقها مهمة تفتيت القوي الثورية منذ تنفيذها "سيناريو" تنحي الرئيس المخلوع "حسني مبارك"، فيما هي فى الواقع تنفذ خطة محكمة استهدفت تصفية ثورة 25 يناير، عبر تقبل خسارة محدودة تمثلت فى الإطاحة بعدد من كبار رموز النظام، فى مقابل السيطرة على مقاليد الأمور، والتمهيد شيئا فشيئا لإعادة صياغة نظام الحكم البائد، وكان أكبر دليل على ذلك هي حكومة الدكتور كمال الجنزورى التى تعتبر تشكيلة مختلطة من حكومات مبارك على مدي سنوات حكمه الماضية. وبحسب مصادر فقد تأكد مراسل "مصر الجديدة" من أن هذه المسيرة لم يتم الترتيب لها على الإطلاق، مشيرة إلى أنها جاءت وليدة تفاهمات جرت فى ميدان التحرير بالأمس، عقب انتهاء مليونية "إنقاذ الثورة" التى دعت إليها قوي إخوانية وسلفية، حيث شعر الجميع أن التوحد بين جميع القوي الثورية والشعبية والسياسية هو كلمة السر فى استعادة زمام الأمور مرة أخري، باتجاه إجبار أعداء الثورة وعلى رأسهم المجلس العسكري على الرضوخ مجددا وتنفيذ أهداف الثورة، وعلى رأسها الإطاحة بجميع الفلول والتأكيد على تسليم السلطة للمدنيين فى الموعد المحدد، وحماية الانتخابات الرئاسية من أية محاولات للتزوير، تحت مظلة المادة 28 من الإعلان الدستوري التى يمكن أن يسئ "العسكر" استغلالها لصالح مرشح رئاسية بعينه يحاول فرضه، من أجل الإجهاز على ثورة 25 يناير. جدير بالذكر أن نحو 30 ألفا من شباب الثورة والإخوان والسلفيين هم متواجدون الآن أمام مقر وزارة الدفاع والهتاف الوحيد الذي يجمعهم: يسقط . يسقط حكم العسكر.