بدأ الصدام الحتمى الذى توقع الكثي من المحللون والمتابعين بين الإخوان والحكومة الأمر الذى أدى الى إعلان الإخوان رفضهم للحكومة شكلا وموضوعا وبدأت الأزمة بين الإخوان والحكومة بعد سعى الإخوان المسلمون إلى فتح الحدود المصرية مع قطاع غزة للتجارة وهو تغير سيحول حياة الفلسطينيين هناك، لكنه سيواجه مقاومة من السلطات المصرية الرافضة لتغيير سياسة مستقرة منذ فترة طويلة. يبحث الإسلاميون الذين يشكلون أكبر حزب سياسي في البرلمان الجديد عن سبل لتخفيف تأثير القيود التي تفرضها إسرائيل ومصر على كل شيء يدخل أو يخرج من القطاع الذي تديره حركة حماس المرتبطة فكريا بجماعة الإخوان المسلمين. ومارس الإخوان المسلمون في الآونة الأخيرة ضغوطا على الحكومة المصرية من أجل التوصل إلى اتفاق بتزويد محطة الكهرباء الوحيدة في غزة بالوقود في إطار سعيهم لتخفيف حدة الانقطاع المستمر في الكهرباء بالقطاع. ولكن معاناة القطاع من انقطاع الكهرباء استمرت بعد مرور عدة أسابيع على إعلان اتفاق الوقود، مما يظهر أن الحديث عن تغير السياسة أسهل من تغييرها فعليا في القاهرة حيث لا تزال بقايا نظام الرئيس السابق حسني مبارك تدير الحكومة إلى حد كبير. وصف جمال حشمت نائب رئيس لجنة الشئون الخارجية في مجلس الشعب والقيادي في جماعة الإخوان المسلمين تعامل الحكومة بأنه "استمرار لنهج مبارك في التعامل مع القضية الفسلطينية". وقالت مصادر في حماس وأعضاء في البرلمان المصري من الإخوان المسلمين على اطلاع بتفاصيل الاتفاق إن الوقود لم يصل بعد إلى غزة بسبب خلاف حول كيفية توصيله للقطاع. وتريد حماس أن يصل الوقود عبر حدود القطاع مع مصر وهي سابقة من الممكن أن تؤدي إلى تبادل تجاري أوسع من خلال الحدود الوحيدة مع القطاع التي لا تسيطر عليها إسرائيل. يخضع قطاع غزة الذي يعيش فيه 1.7 مليون نسمة لحصار صارم منذ أن سيطرت عليه حماس في عام 2007. وخففت إسرائيل في عام 2010 بضغوط دولية القيود على واردات غزة ولكن معظم الشركات في القطاع لا تستطيع التصدير. وتشير الاحتجاجات التي نظمتها حماس على الحدود هذا الأسبوع بسبب أزمة الكهرباء إلى نفاد الصبر المتنامي من القيود التي يشعر الفلسطينيون بضرورة انتهائها بانتهاء حكم مبارك. وقام المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية برئاسة المشير حسين طنطاوي بتخفيف القيود على عبور المسافرين من وإلى القطاع العام الماضي لكن التغيير لا يرقى إلى ما يطالب به الفلسطينيون. وقال محمود عاشور المسئول المحلي في قطاع غزة في مؤتمر جماهيري بالقطاع عبر مكبرات للصوت إن المشير والحكومة المصرية والعالم كله يقف صامتا بينما لا تزال غزة تحت الحصار. قال محمود غزلان المتحدث باسم الإخوان المسلمين "أريد أن يفتح المعبر تماما وأن كل من يريد أن يسافر يأتي إلى مصر". ومضى يقول "نحن نؤيد فتح المعبر للاستيراد والتصدير".وتريد حماس الشيء نفسه. وقال محمود الزهار القيادي بحماس "لسنا سعداء بالأنفاق". والمبرر الأول لفتح الحدود بالنسبة لجماعة الإخوان مبرر أخلاقي. فحصار غزة واحدة من القضايا الأكثر إثارة للمشاعر في العالم العربي. وستكون هناك منافع اقتصادية لشمال سيناء التي تعد واحدة من أكثر المناطق فقرا في مصر.وبالنسبة لإسرائيل لا تثير هذه الفكرة أي قلق على ما يبدو. وقال دبلوماسي إسرائيلي "وزير الخارجية الإسرائيلي أشار إلى أننا نبذل كل ما بوسعنا لمساعدة قطاع غزة على وقف اعتماده على إسرائيل في أي شيء". وأضاف أن هناك حاجة للتفتيش على الجانب المصري لمنع وصول الأسلحة إلى غزة مشيرا إلى أن اتفاق الوقود لا يثير أي انزعاج. وتأثر الموقف المصري منذ فترة طويلة بالخوف من أن تتنصل إسرائيل من أي مسئولية عن قطاع غزة في حالة فتح الحدود مع سيناء. ومع صعود حماس في غزة أصبحت القاهرة مدفوعة أيضا بالقلق من احتمال امتداد العمليات المسلحة الفلسطينية عبر الحدود.