مع بدء فتح باب التقدم للترشيح لرئاسة الجمهورية تقدم العديد من الشخصيات العامة والتى سبق ان اعلنت منذو قيام الثورة عن نيتها لخوض الانتخابات الرئاسية ،وايضا تقدم اشخاص لا يعرف عنهم شيئا مسبقاً ،بل ربما يصل رقم المتقدمين للترشيح الى رقم تاريخى لم يسبق لاى دولة او اى انتخابات رئاسية عبر التاريخ ،وربما يدخل الرقم موسوعة جينز للارقام القياسية فى حالة قدرة المرشحين استيفاء الاوراق والشروط التى وضعتها اللجنة المختصة بالانتخابات،الا انه بدأت اسئلة غير مفهومة بان عدداً من الاشخاص المتقدمين يستغربون من شروط التقديم مثل جمع توقيع 30 الف توكيل وكأنهم لا يعلمون شروط التقديم فى الاصل!فكيف يكون هولاء مرشحين لرئاسة الجمهورية ؟ واذا كنا بصدد التغيير الحادث فى مصر بعد الثورة واتاحة الحرية السياسية لجميع الافراد،وقدرة كل شخص التعبير عن ارائه وافكاره،الا اننى ارى ان عدد المرشحين الكبير غير مفيد لما فيه من تشتت للاصوات وللافكار،خاصة اذا كان معلوماً المنافسين الحقيقيين،ثم ان القدرة ذاتها على الترشيح للرئاسة لا تعنى انها متاحة لكل شخص لهذا المنصب الحساس،فاختيار رئيس بدولة بأهمية مصر ليس بالسهولة التى تخيلها هولاء المتقدمين،ولو علموا ان هناك ضوابط ومحددات داخلية وخارجية واعتبارات سياسية وأمنية لاحجب الكثيرين عن التفكير فى الترشيح ،فالمحددات الداخلية وهى العامل الاكثر تأثيرا فى الانتخابات لا يخرج عن تأئييد التيارات السياسية الرئيسية فى مصر لاى من المرشحين ،واهم تلك التيارات تأثيراً هى حزب الحرية والعدالة "الاخوان المسلمون"،وحزب النور"السلفيون"،والوفد،وبعض الاحزاب الصغيرة ذات التأثير الاقل،وبالحسابات الداركة والرؤية لانتخابات مجلس الشعب السابقة تتضح بعض الفرضيات،ان من يمتلك تأئييد الاخوان يمتلك ربع الاصوات على الاقل ويحظى بفرصة الاعادة على الاقل،واذا امتلك تأئييد الاخوان والسلفيين معاً فقد ضمن الفوز الى حد كبير،او بطريقة التباديل والتوافيق،من يحظى برضا الاخوان والوفد يكون ايضا ضمن الفرصة الاكبر،والمنتهى فى الفرضيات اننى اعتقد انه سوف يكون هناك ثلاث تيارات لا ترتبط او تتفق معاً علنا ،الاخوان والسلفيون والوفد،اما تأئييد المجلس العسكرى فاعتقد ان تأثيره من الباطن ،بمعنى لن يؤيد شخصاً الا اذا ضمن تأئييد الحرية والعدالة لهذا الشخص ،وكل ما ذكرته لبيان ان عدد المرشحين الكثير ربما يكون بغرض التفتيت للاصوات اذا كان مقصوداً ومتفق عليه،وان ثبت ذلك فلن يؤثر على حسابات التأثير السابقة،لان الاسماء المطروحة لن تكون هناك منافسة الا بين عدد قليل للغاية ربما لا يزيد عن خمس اشخاص،وتدور المنافسة الشرشة بين ثلاث فقط ، ومن هنا يجب ان يكون هولاء المرشحين على قدر المسؤلية والوعى ولا يكونوا سبيلاً للاخرين . أما بالعامل المحدد خارجياً،فليس فى مصلحة مصر فوز شخصية لا يرغبها المجتمع الدولى وخاصة الدول الكبرى مثل امريكا والاتحاد الاوروبى،ولا اخفى اننى مقتنع ان لاسرائيل تأثيرا عالمياً فى تأئييد او دعم شخص على بقية المرشحين،ولديها القدرة والادوات الاعلامية القادرة على ذلك،وبعيداً عن الاسماء فان التأثير الخارجى عاملاً مؤثرا للغاية فى مستقبل مصر والتعاون الدولى معها،خاصة ان مصر تحتاج لجهود التعاون مع كافة العالم الخارجى للمساعدة فى تقدم اقتصاد مصر والتقدم العلمى،والعالم الخارجى ينظر لمصالحه فى مصر باهتمام بالغ وهذا شيئا عاديا يحكمة السياسة الدولية والقوى الديناميكية المسيطرة على العالم،ولا يخيف المصريين اطلاقاً،فاذا كان العالم يبحث عن رئيس لمصر يدعو للسلام والامن والاستقرار فان الشعب المصرى اكثر الشعوب التى تعتقد بذلك وتؤمن بتلك الاهداف . نحن فى مصر نحتاج لرئيس يدعم استقرار مصر وامنها ويقوى علاقتها مع العالم الخارجى،ويكون لديه القدرة على التحاور مع الخارج ولا نحتاج لشخصية متوترة او متسرعة او صاحبة شعارات لا يمكن تطبيقها داخليا او خارجيا،وانما يكون برنامجه هو"فن الممكن فى السياسة" ،واغلب السياسيين تختلف رؤيتهم فى الدعاية عن ما يمنكهم او التجاوب معه عند الفوز، وهذا ما اعتقده انه سوف يحدث ،لذلك يجب ان يتمتع الاعلام والكتاب الحيادية تجاة كافة المرشحين وعدم التأثير لصالح مرشح معين حتى يكون هناك فرصة متكافئة للجميع وانصافهم لجهودهم . هناك نقطة اخرى غاية فى الاهمية كنت قد كتبت عتها قبل انتخابات مجلس الشعب وصدق تصورى نحوها ،ألا وهى ان التقدم للانتخابات خاصة لمنصب حساس للغاية كرئيس الجمهورية لا يكون فقط بالقدرة على الايفاء بالشروط القانونية ،لكنى اطالب بالفعل فى انشاء لجنة خاصة علمية على اعلى مستوى من تخصصات معينة للكشف على هولاء المرشحين علمياً ونفسيا وثقافيا ، فالمرشح لرئاسة الجمهورية لابد ان يكون له مواصفات وصفات معينة فلابد ان يكون على قدر معين من التعليم والثقافة والصحة ومتزن عقلياً وتفكيراً ،وعوامل الشخصية القيادية المعروفة ،فهو شخص سوف يكون قائداً لشعب ولنحو 90 مليون مصرى ومتحدث باسم دولة ،وكل كلمة لها تأثيرها داخلياً وعالمياً ، وهذا الامر ليس عيبا لشخص ،ولا ينقص من كرامة او قوة المرشح بل يزيده قوة وحماساً للمنصب . [email protected]