تنطلق بالعاصمة السودانية الخرطوم مساء بعد غد الجمعة أعمال المؤتمر العام الأول للمصريين بالسودان والذي تنظمه سفارة مصر بالسودان ، ويعقد لأول مرة ، وذلك لتسجيل المصريين بالسودان. وأكد السفير المصري بالخرطوم عبدالغفار الديب مواصلة مصر جهودها الحثيثة لدي كل من حكومتي السودان وجنوب السودان لحثهما على مواصلة التمسك بالحكمة وضبط النفس والالتزام بتعهداتهما بعدم العودة لخيار الحرب . جاء ذلك في معرض رده على سؤال خلال لقاء صحفي نظمه المتحدث الرسمي للخارجية السودانية السفير العبيد أحمد مروح للسفير المصري مع عدد من الاعلاميين السودانيين والمصريين بالخرطوم امس . وأضاف السفير أن مصر ستظل تعمل من أجل تحقيق السلام الكامل بين السودان وجنوب السودان لحل جميع القضايا العالقة من منطلق حرص مصر على استقرار ورخاء الشعب السوداني الواحد في الشمال والجنوب . ووصف السفير العلاقات المصرية السودانية بالممتازة على كافة المستويات خاصة بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير ، وأشار الى الاتفاق السابق بين البلدين على انشاء مزرعة مصرية سودانية على مساحة مليون 250 ألف فدان ، وقال إن العمل تم بالفعل في مساحة تجريبية تقدر بألف فدان الموسم الحالي ، موضحا أنه سيعمل بالمزرعة مزارعون مصريون وسودانيون بهدف تحقيق نسبة من الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية خاصة القمح والذرة . وحول موضوع حلايب ، أكد السفير على التزام القيادة الرشيدة في مصر والسودان معا بأن حلايب ليست مشكلة مثارة بين البلدين وأن التكامل الاقتصادي والاجتماعي والتواصل بين شعب وادي النيل أهم من اثارة موضوعات قد تحمل اشارات سلبية عبر وسائل الاعلام . و حول اتفاقية الحريات الاربع (السفر والاقامة والعمل والتملك ( والتي ينفذها الجانب السوداني ، قال السفير انه سيتم وضع اطار زمني لبحث الموضوع خلال الفترة القادمة لاقراره خلال اجتماعات اللجنة المصرية السودانية العليا في مايو القادم بالقاهرة برئاسة الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء والسيد علي عثمان طه النائب الاول للرئيس السوداني . وفيما يتعلق بالطرق البرية التي تربط البلدين أوضح السفير عبد الغفار الديب أن طريقين منها قد اكتملا وتبقى نحو 17 كيلوا مترا من الطريق الثالث ومن المتوقع أن يستكمل قبل شهر مايو القادم . من جهة أخرى ، قال السفير إن السفارة المصرية ستستضيف بقاعة الصداقة بالخرطوم مساء غدا الجمعة ، أعمال المؤتمر العام الجامع للمصريين بالسودان والذي يعقد لاول مرة بالعاصمة السودانية . وأوضح أن المؤتمر يستهدف التعرف على مشاكل المصريين والعمل على حلها وتفعيل التواصل بين أعضاء الجالية المصرية وسفارتهم بالخرطوم . وأشار الى انتقال قناصل مصر في أقاليم السودان الى العاصمة السودانية في يوم انعقاد المؤتمر لتعمل القنصليات المصرية الثلاث في بورسودان ووادي حلفاوالخرطوم على تسهيل تسجيل المصريين لدى هذه القنصليات كل حسب نطاقه الجغرافي . وأضاف السفير أنه تقرر اعفاء جميع المصريين من كافة رسوم التسجيل بمن فيهم القادمون حديثا الى السودان أو من سبق لهم الاقامة دون تسجيل ، كما تقرر اعفاؤهم من كافة الرسوم القنصلية ، حسب قرار وزير الخارجية الذي وجه بتقديم أقصى التسهيلات الممكنة من جانب السفارة لرعاية المصريين بالسودان . وأوضح السفير أن عمليات التسجيل هذه تستهدف مساعدة المصريين على تنظيم أنفسهم في الاطار القانوني المتوافق مع القوانين السودانية ليتمكنوا من كسب العيش بصورة كريمة والحفاظ على اقامتهم بصورة شرعية وتواصلهم مع أشقائهم السودانيين . كما أشار السفير الى أن مجموعة عمل تنسيقية من الجالية المصرية بالولايات السودانية تقوم حاليا بالتشاور مع السفارة للاعداد لانشاء اتحاد المصريين بالسودان كاطار تنظيمي غير حكومي وغير هادف للربح ويتم تسجيله لدى السلطات المختصة وفقا للقانون الوطني السوداني ، مما سيساعد المصريين مستقبلا على التعاون في حل مشاكلهم فيما بينهم ، وذلك بالاضافة الى انشاء النادي المصري بالخرطوم .
في سياق آخر استقبلت السفارة المصرية في جوبا ، عاصمة جنوب السودان ، وفدا طبيا مصريا رفيعا برئاسة الدكتور محمد عوض تاج الدين وزير الصحة الأسبق ، الذي يزور جنوب السودان حاليا لاستكشاف إمكانيات التعاون الثنائي في مجال الصحة. وصرح السفير مؤيد الضلعي سفير مصر في جوبا امس بأن سلطات جنوب السودان أبدت اهتماما كبيرا بالوفد الذي التقى وزير الصحة الدكتور جوزيف مانويل بحضور السفير المصري ونائبه ، وجرى استعراض سبل التعاون في المجال الطبي الذي تحتاج إليه جنوب السودان من خلال إقامة مشروعات مشتركة فى مجالات إنتاج الأدوية والمنشآت الطبية. وأضاف الضلعى أن مانويل أعرب عن سعادته بحرص مصر على تدعيم التعاون مع بلاده ، وأكد ترحيب جنوب السودان بالدواء والطب المصريين، ووعد بتقديم كل دعم ممكن لتنفيذ تلك المشروعات. وأشار الضلعى إلى أن مصر كانت من أوائل الدول التى تقدمت مبكرا لمعاونة الأشقاء في جنوب السودان في المجال الصحي ، حيث أنشأت مصر منذ عام 2006 عيادة طبية شاملة تقدم العلاج المجاني ، بما في ذلك الكشف والدواء والعمليات الجراحية ، لنحو 350 مواطنا في جنوب السودان يوميا ، وذلك من خلال سبعة تخصصات طبية رئيسية تتوافر في العيادة ، التي يعمل فيها طاقم طبي مصري متكامل تتحمل مصر جميع نفقاته ، وذلك بتمويل من جهات مصرية عديدة يتولى تنسيق أنشطتها الصندوق المصري للتعاون مع أفريقيا التابع لوزارة الخارجية. وذكر الضلعى أن الصندوق يعد حاليا لافتتاح عيادتين مصريتين جديدتين فى جنوب السودان بعد النجاح الكبير الذي حققه مشروع العيادة الأولى.