تتواصل الإشتباكات بين الجنود الإسرائيلين والشباب الفلسطينى فى محيط القدس حيث ذكر الجيش الإسرائيلي وشهود عيان، إن اشتباكات وقعت اليوم السبت بين جنود إسرائيليين وعشرات الشبان الفلسطينيين في القدس، ألقيت خلالها الحجارة، والقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي. وكان المئات من الفلسطينيين تجمعوا في حي الرام شمال القدس لتشييع جثمان الشاب الفلسطيني طلعت رامية، 25 عاما، والذي قتل أمس الجمعة برصاص القوات الإسرائيلية أثناء احتجاجات في ساحة المسجد الأقصى. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن نحو 60 فلسطينيا بدأوا بعد الجنازة برشق الحجارة والقنابل الحارقة على مركز للجيش الإسرائيلي بالقرب من مدخل الحي، بينما رد الجنود بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. وفي بلدة "الرام" اندلعت مواجهات عنيفة على مدخل البلدة قرب معسكر للجيش الإسرائيلي قريب من المنطقة ، بعد أن شارك نحو 1500 مواطن مقدسي في تشييع جثمان الشهيد طلعت رامية في مقبرة البلدة . كما أغلقت قوات الاحتلال معبر قلنديا ، الفاصل بين رام اللهوالقدس، تحسبا لامتداد المواجهات إلى مخيم قلنديا ومنطقة المعبر كما حدث أمس، كما امتدت المواجهات إلى مخيم شعفاط. كما اندلعت مواجهات على المدخل الشمال لبلدة عناتا شمال القدسالمحتلة ، حيث رشق الشباب الفلسطيني قوات الاحتلال الإسرائيلي وسيارات للمستوطنين التي تمر على مقربة من البلدة بالحجارة والزجاجات الفارغة مما أدى إلى تضرر المركبات الإسرائيلية نتيجة مهاجمتها من قبل الشباب الفلسطيني. وأدان رئيس الوزراء الفلسطيني وفاة الشاب رامية، وناشد المجتمع الدولي إلى تحميل إسرائيل مسؤولية ما وصفه "الاستخدام المنسق للعنف ضد الاحتجاجات السلمية." وأشار المتحدث باسم الجيش إلى أن وفاة رامية لا تزال قيد التحقيق، ولكن تقريرا أوليا اقترح أنه انخرط في "أعمال شغب عنيفة،" موجهة ضد أفراد الأمن الإسرائيلي الذين ردوا بإطلاق الرصاص الحي. وتأتي الاشتباكات اليوم السبت، لتكون الأحدث في سلسلة من الاضطرابات المتواصلة قرب الأماكن الدينية في القدس خصوصا المسجد الأقصى. فخلال الأسبوع الماضي، وقعت إشتباكات حول الحرم القدسي الشريف، وإندلعت مواجهات في مناسبات عدة وسط شائعات بأن السلطات الإسرائيلية تسمح لليهود اليمينيين بالدخول للمجمع من أجل إذكاء التوترات مع الفلسطينيين. ونفى المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد تلك التقارير وقال إن الدخول إلى تلك المواقع يتم في إطار المبادئ التوجيهية. وقال ماهر قيسي رئيس حرس المسجد الأقصى أنه يجري حاليا حصر التلفيات والخسائر التي حدثت في المسجد الأقصى وباحاته جراء اقتحام القوات الإسرائيلية أمس، وقال "تم إعادة تركيب باب المصلى القبلي الذي انتزعه جنود الاحتلال الإسرائيلي أمس، وهو باب أثري يعود تاريخه إلى أكثر من 200 عام". وعلى صعيد متصل، اعتصم اليوم السبت عدد من أبناء الطوائف المسيحية في القدس، في كنيسة القيامة في البلدة القديمة تضامنا مع المسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض لحملة عنصرية غير مسبوقة. وقال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس الذي قاد الاعتصام، "إننا نقف اليوم في هذه الكنيسة المقدسة لكي نؤكد وحدتنا الوطنية الإسلامية المسيحية، ونجدد موقفنا الذي لا يتبدل ولا يتغير بإدانتنا واستنكارنا لكافة التعديات والانتهاكات التي تتعرض لها مقدساتنا الإسلامية والمسيحية في القدس". وأضاف "اليوم كنيسة القيامة تؤكد تضامنها مع المسجد الأقصى المبارك، ونؤكد جميعنا مسيحيين فلسطينيين رفضنا لأي تطاول أو استفزاز لمشاعر أخوتنا المسلمين الدينية، ونؤكد تضامننا مع أخوتنا المسلمين وهم يتعرضون لهذه التعديات الخطيرة على مقدساتهم وأوقافهم وفي مقدمتها المسجد الأقصى". وقال "إنها رسالة مسيحية فلسطينية من قلب القدس نؤكد من خلالها انتماءنا لوطننا ولقدسنا ومقدساتنا ورفضنا للإجراءات الاحتلالية التي تستهدفنا جميعا ولا تستثني أحدا على الإطلاق"، مؤكدا أن الاعتداء على المسجد الأقصى المبارك هو اعتداء على كل المقدسات في القدس واعتداء على كل الشعب الفلسطيني والأمة العربية بمسلميها ومسيحييها. وأكد محمد كامل عمرو وزير الخارجية إن مصر تدين الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للمسجد الأقصى، والتي ارتفع وتيرتها في الفترة الأخيرة بصورة تحتم على المجتمع الدولي تحمل مسئولياته في هذا الصدد. وشدد عمرو، في تصريحات صحفية عشية توجهه للمشاركة في المؤتمر الدولي الذي تعقده الجامعة العربية حول القدس في الدوحة، علي أن اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى هو أمر لا يمكن لمصر القبول به أو السكوت عليه. وأضاف وزير الخارجية أن السياسات والإجراءات التي تقوم بها إسرائيل في القدس عموماً تمثل خروجا صارخا علي الشرعية الدولية بالإضافة إلى أنها تشكل استفزازاً واضحاً لمشاعر الفلسطينيين والعرب وأتباع الديانات السماوية. وأوضح أن عمرو أن جميع السياسات الاستيطانية الإسرائيلية، وكذا مخططات تهويد القدس، تمثل انتهاكا صريحا للقانون الدولي الذي يعتبر القدسالشرقية أرضا محتلة. وكانت الشرطة الإسرائيلية الشرطة الإسرائيلية قد أطلقت أمس الجمعة الغاز المسيل للدموع بينما كانت مجموعة من النساء يصلين صلاة الجمعة. وقال الشيخ عزام الخطيب مدير أوقاف القدس إن مفاوضات تجري حاليا مع السلطات الإسرائيلية لمنع الشرطة من اقتحام المسجد الأقصى أو قبة الصخرة ، والسماح للفلسطينيين العالقين في الداخل بالخروج من المسجد. وتأتي صدامات الجمعة بعد أسبوع من التوتر بين الجانبين عقب إعلان جهات إسرائيلية يمينية متطرفة من حركة ''المخلصون لجبل الهيكل'' نيتهم الدخول إلى الحرم القدسي. وقبل أسبوع منعت الشرطة الإسرائيلية متطرفين من اليمين الإسرائيلي من دخول باحة المسجد الأقصى استجابة لدعوة اقتحامه، وذلك تحسباً لاندلاع مواجهات مع الفلسطينيين.