فوضى الإعلانات واللافتات الدعائية المنتشرة على المباني وفي الشوارع دفعت جهاز التنسيق الحضاري إلى التدخل لحماية المظاهر الجمالية للعقارات والمدن وطالب الاستشاريون بضرورة وضع وتنفيذ معايير لتثبيت الإعلانات سواء على العقارات أو الطرق وضبط الألوان بما يتناسب مع القيم الجمالية للمدن والطابع المعمارى للمدينة. أكدت الدكتورة سهير حواس رئيس قسم الدراسات والبحوث بجهاز التنسيق الحضاري أن آخر اجتماع بين جهاز التنسيق الحضاري والاتحاد المصري للإعلان تَطرّق إلى ضرورة وجود توافق فى قواعد الإعلانات التي يعمل بها المعلنون والجهاز. وأشارت إلى أن هناك بعض الدخلاء على مهنة الإعلان كل ما يهمهم هو الاستفادة المالية من الإعلان دون النظر إلى المعايير التى تحافظ على الطابع المعماري للمدينة أو العقار الذي يعلوه هذا الإعلان. وأضافت: أنه تم إعداد دليل إرشادى للإعلانات العشوائية لشرح الطرق والمعايير التى لابد أن يتبعها المعلنون للحفاظ على القيمة الجمالية وتحديد المسافات التي يجب أن تكون بين الإعلان والآخر خاصة على الطرق السريعة للحفاظ على حياة المواطنين. فيما أكد عبد المجيد جادو مهندس استشاري على ضرورة وجود معايير للإعلان وإجراء دراسات عن المكان المناسب له حيث إن وجود الإعلان فى منطقة مرتفعة على سبيل المثال يؤدي إلى زيادة ضغط الهواء عليه، مشيرًا إلى ضرورة تحديد ارتفاع معين للإعلان وعمل تثبيتات متينة حتى لا يتأثر بضغط الهواء مع مراعاة مساحة وحجم الإعلان لأنه كلما زادت المساحة زاد الضغط، وهذا يتطلب زيادة فى التثبيت حتى يحافظ على حياة المواطنين، مشيرا إلى أن هناك الكثير من حوادث سقوط الإعلانات على المواطنين نتيجة عدم التثبيت بطريقة سليمة. وأكد جادو على ضرورة وجود قيمة بصرية للإعلان عن طريق الألوان والإضاءة التى تستخدم لإظهاره ولجذب الناس تجاه الإعلان مع مراعاة اختيار المكان المناسب ووجود مسافة بين الإعلان والآخر مع وضع شكل جمالي للإعلان يتناسب مع الطابع المعماري. وأشار جادو إلى أن الإعلان يعتبر عنصًرا مشوهًا للطابع المعماري للمدن، وذلك نتيجة لعدم وجود وعي ثقافي للمواطنين عن الطابع المعمارى، مطالبًا بضرورة عمل تنسيق خاص للطابع المعمارى للمدينة حتى يتم الحفاظ عليه بدلا من التداخل والتشويه الذى يسببه الإعلان.