جاء فشل عملية إقتحام المسجد الأقصى بقدرة الله وليس بتدخل أحد سواه لأن للقدس رب يحميها بعيد عن أى إنتظار لمساعدات عربية أو تدخلات لحماية اشرف مكان بعد الكعبة والمسجد النبوى ،وكانت الشرطة الإسرائيلية قد منعت الأحد، أعضاء ومناصرين لحزب الليكود -أكبر حزب يميني-من اقتحام المسجد الأقصى في مدينة القدس، وذلك إثر دعوة أطلقها الحزب قبل يومين تهدف إلى بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد. وإثر ذلك، ناشدت "مؤسسة الأقصى"الفلسطينيين الذين يستطيعون الوصول إلى الأقصى للاعتصام فيه، لمواجهة الدعوات التي نشرتها المواقع الإسرائيلية التابعة لليمين لأعضاء الليكود إلى اقتحام المسجد الأقصى. الناطق باسم الشرطة الإسرائيلية، ميكي روزنفيلد قالت بأن "قرار اغلاق الحرم أمام الزوار غير المسلمين جاء تقديرا امنيا بعد توزيع منشورات من أحزاب يمينية في القدس، وتفاديا لحصول اضطرابات في ساحة الهيكل." وردا على هذا القرار قال الدكتور ناجح بكيرات، رئيس قسم المخطوطات والتراث في المسجد الأقصى :"جاء هذا القرار نتيجة التواجد الشعبي والمقدسي في ساحات المسجد، وخطورة تواجد مثل هؤلاء المتطرفين في هذا المكان، خوفا على أمنهم ومصالحهم. ولكن في نفس الوقت، نعتبرها خطوة جادة ونتمنى أن تقوم الحكومة الإسرائيلية بدورها وإنهاء الاحتلال." وحول مستوى التفاعل الفلسطيني والعربي أمام هذا التهديد قال:إن "هذا التهديد كان اختبارا على المستوى اليهودي، فلم يحضر سوى عشرات منهم تجمعوا عند باب المغاربة، وفي نفس السياق تواجد ما لا يقل عن 1500 مرابط من الشباب الفلسطيني، فبالقدر الذي تسعى إليه الحكومة الإسرائيلية من فرض واقع جديد بالمسجد الأقصى، لم تنجح حتى هذه اللحظة." وأضاف:"التفاعل العربي لم يرق إلى المستوى المطلوب، رغم إعلاننا عن الخبر قبل يومين على الأقل، فكنا نتوقع تنظيم مظاهرات في الشوارع العربية، والرد الرسمي كان خجولا، وأعتقد أن الموقف العربي بحاجة لأن ينضج أكثر، وبخاصة الإسلامي." من جانبها، قالت عضو الكنيست، حنين الزعبي :إن "ردة الفعل العربية في هذا الاتجاه هي ليست المناشدة ومطالبة الحكومة الإسرائيلية، لأنها لن ترتدع بمثل هذه المطالبات، بل يجب أن تكون بتحويل القدس إلى مركز للنضال العربي، وتحويل الانتهاكات الإسرائيلية فيها إلى انتهاكات للأمن القومي العربي." وتابعت "ردة الفعل يجب أن تكون من الجانب المصري والأردني تحديدا لوجود اتفاقيات بينها لحماية الأقصى والانتهاكات تعتبر انتهاكا للاتفاقيات المبرمة بينها لحماية الأقصى." وأضافت:"نحن كأعضاء كنيست لسنا طرفا دبلوماسيا ولسنا دولة نستطيع أن نقطع علاقتنا مع اسرائيل، بل من خلال نضالنا اليومي والمستمر معها فنحن احد ضحاياها. نحن قيادة وطنية لشعبنا والقيمة الأساسية أن نكون أحزاب وطنية ونتواصل ونتظاهر." وفي رصد لآراء الشباب المعتصمين في ساحة المسجد الأقصى، قالت صفاء الخطيب :إن" من واجبنا الدفاع عن المسجد الأقصى في ظل هذه الهجمات المتسارعة من قبل الحكومة الإسرائيلية بشكل عام، واليمين المتطرف بشكل خاص، وفي ظل الصمت العربي من قبل الحكام والشعوب العربية." وأضافت:"نحن نفهم بأن الشعوب منشغلة بثوراتهم، لكن أيضا من واجبهم الدفاع عن الأقصى، لذلك يجد الشباب الفلسطيني نفسه مضطرا للدفاع عنه وحيدا بالمعركة." أما مسلم مرعي، أحد المعتصمين، فقال :"نحن نخرج بشكل أسبوعي، يومي الأربعاء والسبت، من أغلب مناطق ال48 ضمن حملة البيارق التي تم تنظيمها منذ 10 سنوات. وإجمالا قضية المسجد الأقصى مغيبة عن الواقع العربي،واليوم تم سحب الهويات الشخصية من الشباب القادمين للتواجد بالمسجد الأقصى، وإعطائهم بطاقات تحمل أرقاما تسلسلية، لضمان عدم قيام الشباب بأي تظاهر أو نشاط." وعن نتيجة هذه الحملة أضاف:"الأمر ليس بالعدد ولكن بالنتيجة، فتواجد الناس كان له دوره، فلم تتمكن قيادات حزب الليكود الإسرائيلي من الدخول إلى المسجد الأقصى، رغم مجيئهم إلى حائط البراق." أكدت شخصيات وطنية ودينية من القدس والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، اليوم الأحد، على أن المسجد الاقصى المبارك خطٌ أحمر ولا يمكن تجاوزه، بعد محاولة أعضاء من حزب الليكود الإسرائيلي وفي مقدمتهم عضو الكنيست " موشي فايجلن" باقتحام المسجد الاقصى . وشددت الشخصيات، على أنه بتوحيد الجهود والمرابطة في المسجد الاقصى المبارك تم إحباط النية لاقتحامه من قبل أعضاء حزب الليكود والدعوة إلى بناء الهيكل المزعوم. وبحسب معلومات مؤسسة الأقصى فإنّ :"المدعو فايجلن وعددٌ من مرافقيه وصلوا إلى ساحة البراق ومشارف باب المغاربة من الخارج، لكنّ شرطة الاحتلال اضطرت إلى عدم السماح لهم باقتحام المسجد الاقصى بسبب تواجد المئات من المرابطين فيه، كما مُنع اليوم أيضا اقتحام السياح إلى المسجد الأقصى المبارك ولم يدخل إليه اليوم إلا المسلمين". وأوضحت المؤسسة أنّ المرابطين رددوا منذ ساعات الفجر الأول وحتى ما بعد صلاة الظهر التكبيرات والتهليلات والشعارات التي تؤكّد على حق المسلمين الأوحد في المسجد الأقصى وتندد بتهديدات أعضاء الليكود وغيرهم من أذرع الاحتلال اقتحام المسجد الأقصى المبارك. وكان الدور المركزي في فعاليات الرباط في المسجد الأقصى لمشروع طلاب مساطب العلم الذي تقوم عليه مؤسسة عمارة الأقصى، حيث نظموا بمشاركة المرابطين من أهل القدس والداخل وخاصة من الحركة الإسلامية، حلقات علم وبرامج دينية مختلفة، ألقيت خلالها العديد من الكلمات والخطابات لشخصيات دينية وأخرى وطنية من الداخل الفلسطيني والقدسالمحتلة . أكد الشيخ عزام الخطيب مدير الأوقاف الإسلامية في القدس، على أن إفشال محاولة اقتحام المسجد الأقصى المبارك من قبل أعضاء الليكود المتطرف بعد تصدي المرابطين الفلسطينيين بتواجدهم في الأقصى. وقال الخطيب إن "الأوضاع عادت إلى وضعها الطبيعي داخل المسجد الأقصى المبارك، وتم فتح أبواب المسجد أمام المصلين بعد إجراء اتصالات مع الشرطة الإسرائيلية، واتخاذ قرار إغلاق باب المغاربة أمام السواح اليهود والأجانب وأعضاء الكنيست الإسرائيلي". وأضاف "لقد تواجد المصلون من القدس منذ ساعات الفجر الأولى بعد دعوة الأوقاف والجهات الوطنية للزحف باتجاه الأقصى ولا زال المسلمون متواجدين داخل المسجد الأقصى ومرابطين فيه". واستنكر الخطيب تهديدات المتطرفين بإقامة الهيكل المزعوم، وأشار أن المسجد الأقصى لن يصبح ألعوبة بيد هؤلاء المتطرفين، فالمسلمون وحدهم يملكون قراره ولا سيادة عليه من أي جهة أخرى، فهو رمز عقيدة المسلمين بكافة أنحاء العالم، ولن نسمح بالمساس به، مؤكدا على الرباط داخل المسجد الأقصى المبارك لحمايته والتصدي لأي تهديدات متكررة، والعمل على وضع حد لتهديد المتطرفين اليهود المتكررة. هذا وأكد نسيم بدارنة -عضو المكتب السياسي للحركة الإسلامية في الداخل- أن لمؤسسة الأقصى رسالة وجهها إلى المؤسسة الإسرائيلية قائلا إنّ "المسجد الأقصى هو حق خالص للمسلمين وكل الدعوات التي تنطق بها المؤسسة الاحتلالية من خلال أي ذراع لها أو من خلال أي مؤسسة مثل المحكمة العليا التي أقرت مؤخرا أحقية اليهود بالصلاة في المسجد الأقصى المبارك هي دعوات كلها باطلة لأنّ المسجد الأقصى هو حق خالص للمسلمين". وأضاف بدارنة "ونحن متواجدون اليوم في ساحات المسجد الأقصى المبارك لنؤكد للعالم كله أن هناك حماة للمسجد الأقصى ولا يمكن الاستفراد به من خلال انشغال العالم العربي والإسلامي بثوراته، ونحن هنا نلبي نداء الأقصى متى دعانا إلى ذلك وسنلبي نداءه دائما وأبداً". أما حكمة نعامنة مدير مؤسسة عمارة الأقصى فقال "نحن نؤمن أنّ ديمومة الوجود في هذا المسجد من خلال المشاريع الكثيرة التي تقوم عليها مؤسسة عمارة الأقصى وغيرها من للمؤسسات ومن خلالها يتم عمارة المسجد الأقصى المبارك". وأضاف "بالنسبة لليوم فهو ردّ طبيعي لأي اعتداء قد يكون للمدنسين ورباطنا في المسجد الأقصى هو ردّ للمحكمة العليا وإلى وزراء المؤسسة الإسرائيلية، فنحن متواصلون ومستمرون بإذن الله في هذا المكان وفي هذا الرباط في المسجد الأقصى المبارك". بدوره أشاد المفتي العام للقدس وخطيب المسجد الاقصى المبارك محمد حسين باستجابة المواطنين لنداءات التوجه للمسجد الاقصى المبارك والرباط في رحابه الطاهرة والدفاع عنه. وأكد على أن الرد الحقيقي والعملي على تهديدات الاحتلال واليمين اليهودي المتطرف بحق المسجد الاقصى هو في التواجد المكثف وشد الرحال المتواصل وشد الرحال إليه لا تقتصر على يوم وإنما طيلة الأسبوع. وشدد المفتي العام على أن المسجد الاقصى يتعرض لحملات مسعورة من قبل الاحتلال والجماعات المتطرفة اليهودية.وطالب المرابطين بأخذ الحيطة والحذر وعدم فتح المجال لقوات الاحتلال بالتدخل في الاقصى وتدنيسه. وقال مسؤول لجنة القدس في حركة فتح حاتم عبد القادر إن "فشل المحاولة التي كان يعتزم أعضاء من حزب الليكود اليميني القيام بها يؤكد بان أهلنا المرابطين من الداخل الفلسطيني المحتل عام 48 وأهل القدس سيدافعون عن المسجد الأقصى". وطالب عبد القادر الدول العربية والإسلامية بتحمل مسؤولياتها في الدفاع عن الاقصى والقدس، وأكد بان المسجد الاقصى المبارك مسجدٌ إسلامي لا علاقة لليهود فيه لا تاريخاً ولا ديناً ولا حضارةً واليوم نؤكد للإسرائيليين بان المسجد الاقصى خط احمر وأية محاولة من جانب هؤلاء المستوطنين في هذا المسجد بالتأكيد ستكون هناك له تداعيات خطيرة.جدير بالذكر بان عبد القادر بعد منعه لمدة عامين تمكن اليوم من دخول المسجد الاقصى للمشاركة في حمايته من قبل المتطرفين اليهود. من جهته قال يوسف مخيمر رئيس المرابطين المقدسيين "بهذا اليوم يتحدون أبناء القدس وأهلنا في الداخل الفلسطيني المحتل عام 48 في المسجد الاقصى المبارك ليقولوا إن "لا جدار ولا حاجزاً ولا قوةً إسرائيلية لا إستراتيجية ولا تكتيكية ولا نووي يعطيهم الحق في السيادة على المسجد الاقصى المبارك إنما يسود المسجد قرار رباني قد نزل في كتاب محفوظ والذي قرر انه وعد رباني".. من جانبه قال المحامي أحمد الرويضي مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس، إن "موضوع التهديد بخصوص المسجد الاقصى المبارك ليس بالأمر الجديد ولن يكون الأخير، مشيرا إلى أن إسرائيل انتهت من وضع كافة مخططاتها لمحيط المسجد الاقصى المبارك باستكمال مصادقة ما يعرف باللجنة اللوائية للتنظيم والبناء على إقامة كنس جديدة ومباني سياحية وتجارية في باب المغاربة وحي وادي حلوه في سلوان جنوب الاقصى. وأضاف الرويضي، بان "التخطيط لإزال للجسر الخشبي والإعلان عن حدائق توراتية في محيط البلدة القديمة، والخطوة القادمة ساحات المسجد الاقصى المبارك" وقال إن "إسرائيل تريد قياس ردة الفعل الفلسطيني الرسمي والشعبي والعربي والإسلامي والدولي اليوم بإعلانها عن نية أعضاء من الليكود دخول ساحات المسجد الاقصى المبارك، علما أن كل يوم يدخل المستوطنون ساحات المسجد الاقصى المبارك."