أعلن الرئيس السوداني عمر البشير العفو عن المعتقلين والمحكومين من حركة التحرير والعدالة، ووجه نداءاً لحاملي السلاح بدارفور للانخراط في السلام، وتعهد بتمكين النازحين واللاجئين من بدء حياة جديدة تخرجهم من المعسكرات وتلغي الإعانات والإغاثات. ووعد البشير الذي خاطب حشداً جماهيرياً بمناسبة تدشين السلطة الإقليمية بدارفور يوم الأربعاء في الفاشر، بإعادة دارفور إلى سيرتها الأولى . ودشن الرئيس السوداني برفقة الرئيس التشادي إدريس ديبي ووزير العدل القطري حسن بن عبدالله الغانم، ممثلاً لأمير قطر، ووزير خارجية بوركينافاسو، عمل السلطة الإقليمية لدارفور بالفاشر. وقال البشير للآلاف الذين احتشدوا في ميدان النقعة وسط الفاشر، إن معاناة أهل دارفور أصبحت تجارة تتكسب منها المنظمات الغربية. وأشار إلى أن مئات الموظفين في منظمة "سيف دارفور" يستفيدون من الأموال التي يجمعونها لإغاثة النازحين واللاجئين من دارفور. وناشد الرئيس السوداني النازحين بالعودة إلى قراهم الأصلية وتعهد بتمكين أي نازح من بدء حياة جديدة. وأضاف أن أهل دارفور أكرم من تلقي الإعانات ويدهم دائماً كانت هي العليا، وتساءل "هل يجوز لأهل المحمل أن يكونوا في معسكرات النزوح يتلقون فتات موائد الغير". ووعد الرئيس البشير بمساعدة رئيس السلطة الإقليمية التيجاني السيسيي على أداء مهامه، وذكر أن الحكومة المركزية تسعى لإجراء مصالحات بين قبائل وبطون دارفور وجمع السلاح من أيدي المدنيين وحصره على القوات النظامية فقط. وناشد كل حملة السلاح باسم أهل دارفور بالانضمام إلى مسيرة السلام. ووجه بالبدء فوراً في تنفيذ الترتيبات الأمنية في اتفاق الدوحة تمهيداً لاستيعاب المقاتلين في القوات النظامية، قبل أن يعلن العفو عن كل منسوبي حركة التحرير والعدالة المحكومين والمعتقلين. من جانبه دعا الرئيس التشادي إدريس ديبي طرفي اتفاق الدوحة لتطبيق فعلي لاتفاق السلام قائلاً: "ليس هناك بديل لاتفاق الدوحة"، وطالب جميع الحركات المسلحة بالتوقيع على الوثيقة. وتعهد ديبي لدى مخاطبته حشد الفاشر أن تساهم بلاده تشاد رغم إمكاناتها "المتواضعة" في سلام دارفور، مؤكداً ضرورة عودة النازحين واللاجئين إلى قراهم. ودعا وزير العدل القطري حسن بن عبدالله الغانم جميع الأطراف للالتحاق بالسلام، ودعا الطرفين للالتزام بالجداول الزمنية لاتفاقية سلام الدوحة. وأكد أهمية توفير خدمات المياه والصحة والتعليم في قرى العائدين. وقال السيسي إن درب السلام لم يكن مفروشاً بالورود وإنما كان مليئاً بالمخاطر "لكن إرادة السلام كانت غلابة". وطالب السيسي المجتمع الدولي بالمزيد من الدعم السياسي والمالي لدارفور، وأوضح أن إرادة السلام باتت أقوى من أي وقت مضى، كما أن الظروف المحيطة طرأت عليها تغيرات كثيرة.