''الانتقام يحول الحق البسيط إلى خطأ كبير''.. مقولة تنطبق على الكثير من الجرائم المسجلة، ومن الأمثلة على ذلك قضية جرت وقائعها بالعاصمة، فحواها أن الجاني أراد أن ينتقم من أحد أقاربه بسبب خلاف نشب بينهما حول الميراث، ولأنه يدرك مدى حرص خصمه على شرف زوجته وابنتيه، تراءى له أن يطعن إحدى ابنتيه في شرفها، وهو القذف الذي كان كفيلا بأن يصيب الضحية بسكتة قلبية. والميراث هو الوقود الذي يشعل فتيل الخلافات بين العديد من الأهل والأقارب، لتكون النهاية مأساوية عندما تعمي غريزة الانتقام القلوب الحاقدة، ومن ضمن القضايا التي عالجتها العدالة قضية شخص احتدم شجار بينه وبين شقيقه بعدما استولى على الجزء الأكبر من قطعة الأرض التي ورثاها عن أبيهما، ولما هم بقتله وجد الأخ نفسه مضطرا للدفاع عن نفسه فصوب له ضربة قاضية بالساطور أصابته على مستوى الرأس''. لا شك أن كلفة الجريمة معنويا وماديا باهظة جدا، لكن لا يبدو الأمر كذلك بالنسبة لمتهمين ارتكبوا جرائم بدافع الانتقام الشخصي أو العاطفي، مثل الإضرار بالغير أو الممتلكات، أو السمعة والشرف وفق ما تشير إليه القضايا المطروحة في محاكم الجنح والجنايات، والملفت في الموضوع هو أن المرأة كثيرا ما تكون بطلة الانتقام وفق ما تكشفه قضايا الطلاق في أقسام الأحوال الشخصية، مما يؤكد مقولة ''النساء هن أكثر من يسعد بالانتقام''.. ''الانتقام يحول الحق البسيط إلى خطأ كبير''.. مقولة تنطبق على الكثير من الجرائم المسجلة، ومن الأمثلة على ذلك قضية جرت وقائعها بالعاصمة، فحواها أن الجاني أراد أن ينتقم من أحد أقاربه بسبب خلاف نشب بينهما حول الميراث، ولأنه يدرك مدى حرص خصمه على شرف زوجته وابنتيه، تراءى له أن يطعن إحدى ابنتيه في شرفها، وهو القذف الذي كان كفيلا بأن يصيب الضحية بسكتة قلبية. والميراث هو الوقود الذي يشعل فتيل الخلافات بين العديد من الأهل والأقارب، لتكون النهاية مأساوية عندما تعمي غريزة الانتقام القلوب الحاقدة، ومن ضمن القضايا التي عالجتها العدالة قضية شخص احتدم شجار بينه وبين شقيقه بعدما استولى على الجزء الأكبر من قطعة الأرض التي ورثاها عن أبيهما، ولما هم بقتله وجد الأخ نفسه مضطرا للدفاع عن نفسه فصوب له ضربة قاضية بالساطور أصابته على مستوى الرأس''. ومن المادة ما قتل'' هذا القول ينطبق كذلك على العديد من القضايا التي تكون فيها الأطماع المادية الشرارة القابلة للاشتعال.. وبالعاصمة دائما يسجل ملف قضايا الانتقام قصة مجموعة شبان لصوص جمعت بينهم آفة السرقة.. وذات مرة حدث سوء تفاهم بين أفراد العصابة بعد أن استولى أحدهم على حصة تفوق حصتهم من المسروقات، مما ولد في قلوبهم الضغينة التي جعلتهم يتفقون على الانتقام منه، وفعلا نفذوا خطتهم بتسديد طعنة له على مستوى البطن وعدة طعنات أخرى في أنحاء متفرقة من الجسد ليضعوا بذلك نهاية لحياته. حقائق عدة تطفو على السطح لدى تسليط الضوء على الظاهرة، مفادها أن هذا الجرم تقف وراءه عدة شرائح، لاسيما تلك التي تتميز بقلة الوعي وضعف الوازع الديني الذي يمحو فكرة التسامح من قاموسهم، كما تسجل في وسط الفئات ذات المستوى التعليمي المتدني أكثر منه لدى الفئات المتعلمة، لكن هذا لا ينفي بحسب العديد من رجال القانون ممن تحدثنا إليهم أن بعض المثقفين ذوي المراكز يقدمون على ذلك من خلال الاعتماد على وسطاء للحفاظ على سمعتهم ولتجنب ترك أي أثر للجريمة. تكشف قضايا الأحوال الشخصية أن الانتقام غالبا ما يدخل في خانة آثار الطلاق، فكثيرا ما يتبادل الأزواج التهم بينهم عندما تصل العلاقة الزوجية إلى نفق مسدود لإخماد نار الحقد، والجدير بالذكر - أن المرأة هي الطرف الملفق للتهم في كثير من الأحيان، كما قد يكون وراء سيناريو الانتقام والد أو أشقاء المطلقة، حيث تدفعهم الرغبة في إلحاق الضرر بالزوج إلى إيجاد المسببات التي من شأنها أن تضعه وراء أسوار الزنزانة. ويعتمد البعض في هذا الإطار على التهم التي يمكن من خلالها الاعتماد على شهود الزور، فيتم تدبير المكيدة التي تلفق للضحية تهمة النصب والاحتيال أو التهديد أو السب والشتم أو السرقة ومما يلاحظ في هذا الصدد هو أن بعض الأهل يصبون الزيت على النار من خلال إذكاء فتيل الخلافات بدلا من العمل على تهدئة الأمور. ومن الأمثلة على ذلك قضية جرت وقائعها في أحد أحياء الأحراش، حيث تحول سوء تفاهم بين شخصين إلى معركة بعد تدخل الأطراف المساندة لكلا الخصمين، حاملين الأسلحة البيضاء للانتقام، وهي القضية التي خلفت عدة جرحى وجعلت أطراف الشجار يمثلون أمام القاضي كضحايا ومتهمين في آن واحد. عموما إن الاستفزاز الحاصل في الشوارع كثيرا ما يكون بوابة للشجارات التي تولد نزعة الانتقام . البداية عندما توجهت فتاة رفقة أحد معارفها لاقتناء البطاطا من عند أحد الخضارين، هذا الأخير أراد معاكستها فأخذ يمازحها برفض إرجاع النقود لها، وهو الأمر الذي أثار حفيظة مرافقها، فنشب شجار بين الطرفين تبادلا من خلاله الضرب.. وللانتقام من الخضار اتهم مرافق الفتاة الخضار باستعمال السلاح الأبيض ضده، ولأن تقرير الطب الشرعي أثبت عجز كلا الخصمين تمت إدانة كلّ من المتهم والضحية بتهمة الضرب المتبادل، فنالا عقوبة سنة سجنا. وهكذا يلاحظ من خلال هذه النماذج المتعلقة بالإجرام أن الخيط الرابط بين هذه الجرائم يتمثل في الضغينة والثأر والحقد والكراهية، وهي الشرارة التي تولد سيناريوهات انتقام باتت تتخذ عدة صور من الأفعال الإجرامية، كالضرب والجرح والاعتداء على ممتلكات الغير، أو تشويه السمعة تحقيقا لعدالة قاسية لا تؤمن بفلسفة أن التسامح هو أحلى انتقام.. ولا تكترث بحقيقة مقولة مفادها ''في سعيك للانتقام احفر قبرين أحدهما لنفسك''. الجريمة هي أي فعل يؤدي إلى انتهاك القانون ويعاقب صاحبه من قبل الدولة . ورغم ما يشاهد من انسجام لهذا التعريف مع مختلف القوانين، إلا أنه لا يخلو من العيوب، شأنه شأن جميع التعاريف في مجال العلوم الإنسانية إن حرمان الأطفال من حقوقهم بالتعليم والحياة الكريمة وإدخالهم في عالم بعيد عن عالمهم كل البعد يجعلهم يفقدون حسهم الطفو لي ويكتسبون عادات شاذة ويتعلمون تصرفات لا تنسجم مع طفولتهم البريئة اضطروا لتعلمها بسبب الاحتكاك اليومي بذاك المجتمع الذي لا يناسب أعمارهم ولا عقولهم التي لم تنضج بعد لتميز الصح من الخطأ والجيد من الرديء مما يصدر لهذا المجتمع جيل شاب أمي غير متعلم وعالة على هذا المجتمع لا ينتج إلا الكثير من المشاكل الاجتماعية لاحقا من التحول إلى الجريمة أو الدخول في عالم المخدرات والانحرافات التي لا تنتهي إن المستفيدين من تشغيل الأطفال بالتسول يستغلون الطرفين بطريقة غير إنسانية فالطفل الصغير يدخل إلى عالم مجنون لا يعرف إلا المصالح والمنفعة ولا يفقه غير المادة وكيفية الحصول عليها بذلك تتحول تلك البراءة وتتشوه بما تكتسبه من الاحتكاك بهذا المجتمع وبالمقابل يتم استغلال مشاعر الناس المتعاطفة مع الأطفال لكونهم يثيرون مشاعر الشفقة والإحسان مما يزيد من تلك الظاهرة وانتشارها إن هذه الظاهرة بحاجة لجهود منظمة ولخطط من اجل القضاء عليها ولوعي من كل إفراد المجتمع بمكافحتها أيضا وعدم الانسياق وراء العواطف واستثارة المشاعر لان التعاطف بمثل هذه الحالات يزيد من هذه المشكلة بدلا من تداركها إن ظاهرة التسول هي ظاهرة غير حضارية وغير إنسانية ويجب إن تتكاثف كل الجهود للحد منها ومعاقبة كل من ينظمها فالقانون يجب إن يكون صارما وخصوصا للأشخاص الذين يستغلون الأطفال بهذه الطريقة الغير إنسانية إن الأطفال مكانهم الطبيعي في بيوتهم ومدارسهم وعالمهم الجميل البريء وأحلامهم البسيطة الصغيرة وبين ألعابهم الطولية وليس في الشارع مع المجرمين واللصوص يمدون أيدهم للحصول على المال الذي سيقضي على طفولتهم مستقبلا وسيكون هو النهاية لحياتهم الكريمة لاحقا وموتا أكيدا لكل طموح أو مستقبل كان ممكن إن ينتظرهم يوما إن مفهوم الإجرام يتحدد من خلال ذلك السلوك الإنساني المنحرف، الذي يترتب عنه ارتكاب الجريمة، وهي تعني اجتماعيا كل انحراف عن المعايير الاجتماعية والثقافية التي تتصف بقدر من التعاقد والالتزام، أي الفعل الذي تعتقد الجماعة أنه يشكل ضررا على مصلحتها. -- كاتب المقال خبير في القانون العام ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية ورئيس تحرير جريدة صوت المصريين الالكترونية وعضو الاتحاد العربي للصحافة الالكترونية ورئيس لجنتي الحريات والشئون القانونية بنقابة الصحفيين الالكترونية المصرية