المشير لا يكذب ولكنه يتجمل وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميريكية، قرار المشير طنطاوى – رئيس المجلس العسكري – والخاص بإلغاء حالة الطوارئ، بأنه تحديد وليس إلعاء كامل، مستشهدة فى ذلك بالاستثناء الذي وضعه المشير فيما يتعلق بحالا تطبيق القانون، ألا وهى "البلطجة" .. مشيرة إلى أن البلطجة كانت هى التهمة سابقة التجهيز التى استخدمها "العسكر" ضد شباب الثورة، مما أدى إلى اعتقال أكثر من أحد عشر ألف منهم على مدى الشهور الماضية، وذلك بعد نجاحهم فى إقصاء نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك. واوضحت الصحيفة أن قرار طنطاوى يهدف بالمقام الأول إلى تخفيف القبضة الحديدية التى اتبعها منذ فترة ليست بالوجيزة، ومن ثمَّ تهدضة حدة الاحتقان فى الشارع الحقوقي المصري، على خلفية الهجمات الأمنية المنظمة التى تعرضت لها منظمات حقوق الإنسان قبل أسابيع بزعم تلقيها تمويلات أجنبية، بينما بدا الأمر وكأنه عقاب لها على فضح انتهاكاته ضد شباب الثورة فى أحداث عديدة، كان آخرها موقعة شارع مجلس الوزراء فى ديسمبر من العام الماضي. واستندت الصحيفة إلى تعقيبات الحقوقيين والقانونيين المصريين فى ردة فعلهم بشأن قرار "تخفيف" حالة الطوارئ، حيث وصفه البعض منهم بأنه مجرد تقييد لحالة الطوارئ الممتدة منذ بدء عهد الرئيس حسنى مبارك، وليس إلغاء لها، واتهموا العسكري بأن ذلك القرار لن يحجم قدرته على اعتقال المتظاهرين والمحتجين فى الشوارع بل يبقى على صلاحياته الموسعة فى إلقاء القبض على من يشاء، فى أى وقت يريد..