إريكسون تتوقع ارتفاع عدد الأجهزة المتصلة بالانترنت إلى 50 مليار جهاز عام 2020 يقطن في هذا العالم الواسع قرابة 7 مليار نسمة، بينما يبلغ عدد أجهزة الهاتف المتحرك المستخدمة مقابل هذا التعداد السكاني الكبير أقل من 5 مليارات جهاز، وبناء على هذه الأرقام، وضعت إريكسون رؤية مستقبلية تتوقع خلالها وصول عدد الأجهزة المزودة بميزة الاتصال بالإنترنت إلى 50 مليار جهاز بحلول عام 2020. وإذا ما عرفنا، بحسب التوقعات، أن تعداد سكان العالم سيصل إلى 8 مليار نسمة بحلول ذلك العام، فكيف يمكن لهذه الرؤية أن تتحقق إذاً؟ هل نتحدث هنا عن أمر خيالي أم عن تصور واقعي يمكن تحققه؟
في هذه الحلقة، يأخذنا وليد خضير، نائب رئيس وحدة تطوير الأعمال الجديدة، في رحلة نرى من خلالها كيف يمكن لهذه الرؤية أن تتحول إلى واقع.
هناك بعض الأرقام التي يمكن الاعتماد عليها كمؤشرات تدلنا على الطريقة التي سنتمكن من خلالها في النهاية من الوصول إلى 50 مليار جهاز متصل بشبكة الإنترنت في المستقبل. إن القوى المحركة للنمو تتمثل في عدد الأجهزة المتصلة التي يجري استخدامها من قبل الأفراد والشركات والمجتمع بشكل عام.
من المتوقع أن يصل عدد الأجهزة الاستهلاكية الرقمية وأجهزة الكمبيوتر وأجهزة الهاتف المتحرك في الولاياتالمتحدةالامريكية خلال عام 2014 إلى 2.2 مليار جهاز. ما يعني أن كل شخص سيحوز على حوالي 7 أجهزة، 5 من بينها ستكون مزودة بميزة الاتصال بشبكة الإنترنت بحلول عام 2014.
قد لا تصدق أن هذا الرقم يستثني السيارات الذكية وأجهزة الإنذار والأجهزة المنزلية والمحطات المتصلة في نقاط البيع، والبنى التحتية الصناعية المؤتمتة، وحتى المعدات المكتبية.
ولنتحدث ببساطة أكبر، من أين سوف يأتي ال50 مليار جهاز المزود بميزة الاتصال بالإنترنت بحلول عام 2020؟ لن أبدأ بالأمور الواضحة وأتحدث عن النمو العضوي في عدد أجهزة الكمبيوتر المتصلة، سوف أدخر ذلك للحلقة القادمة، ولن ألعب على المثال الشهير المتعلق بأجهزة الترفيه (سواء التي تستخدم لعرض لعرض المحتوى أو اللعب)، ولن أبدأ حتى بأجهزة القياس الإلكترونية الحالية المستخدمة في قياس حجم استهلاك الخدمات العامة، والتي بلغ عددها أكثر من ملياري جهاز منذ عام 2008، ولكنني سوف أستهل رحلتي بالغوص في عالم حلول النقل، ونتصور معاً الشكل الذي سوف تكون عليه بعد 8 سنوات من الآن.
لا شك أن المواصلات العامة تشكل جزءاً جذاباً من قطاع النقل الذكي نظراً لعدة أسباب: تستثمر الحكومات عادة في تطوير وسائل النقل العام من أجل الوصول إلى مجتمع مستدام، ويتمتع هذا القطاع بمحركات واعدة للقيمة، إلى جانب سوق واسعة من المستخدمين النهائيين، عدا عن كون المواصلات العامة تعد من الوسائل المتنقلة بكل معنى الكلمة.
هل سبق لك وأن زرت مدينة كوريتيبا؟ هل تعلم أين تقع هذه المدينة؟ حسناً، إذا كنت من محبي الكرنفالات البرازيلية أو حتى من عشاق القهوة البرازيلية اللذيذة، فاحرص في رحلتك القادمة إلى هذه البلد اللاتينية الساحرة، على أن تخصص يوماً من جولتك السياحية لزيارة مدينة كوريتيبا. سوف تستمتع في هذه المدينة البرازيلية الرائعة، الواقعة في جنوب البلاد والبالغ عدد سكانها 3.2 مليون نسمة، بواحد من أوائل الحلول المتنقلة للاتصال بين الآلات والقائمة على شبكات الهاتف المتحرك من الجيل الثالث 3G. ويربط هذا الحل، الرائد في عالم المواصلات، الحافلات العامة مع المواقف الخاصة بها. ويمكن للركاب دفع ثمن تذاكرهم باستخدام هواتفهم المتحركة، وهو ما يطلق عليه الدفع غير النقدي. كما تعرض مواقف الباصات معلومات في الوقت المناسب حول مواعيد وصول الحافلات وأي تأخير محتمل لها، ويستمتع المستهلكون بمشاهدة الإعلانات العديدة حول سلع ومنتجات قد تحظى باهتمامهم في وقت ما. ويمكن لمراقب الأسطول معرفة أماكن تواجد الحافلات في أي وقت، وبدقة وموثوقية عالية، كما يمكنه إرشاد سائقي الحافلات في حال كان هناك طابور من المركبات أو تكدس في مسرب واحد، حيث يمكنه إعلام سائق الحافلة الأولى بأن يسرع قليلاً، أو يطلب من سائق الحافلة الأخيرة التخفيف من السرعة. ويعد رئيس بلدية المدينة أكثر الناس اهتماماً بهذا النوع من الخدمات نظراً لكونها تقدم له نافذة رائعة يستطيع من خلالها عرض معلومات مهمة للجمهور العام حول الصحة والأمن والمجتمع بشكل عام.
هل يمكننا رؤية هذه التجربة في مصر قريباً؟ هل سيستخدم أو يعتمد نظام النقل في القاهرة على مثل هذه التكنولوجيا؟ يمكنني بكل صدق الإجابة بنعم مع التوكيد. يوجد لدينا ما يلزم من النبية التحتية الموثوقة وعالية القيمة، كما أن هناك طلب وحاجة لهذه الخدمات، ونقولها بصدق أن لدينا التمويل ورأس المال اللازم للاستثمار في هذا المشروع الطموح. كل ما نحتاجه هو قليل من التخطيط وبعض الثقة بالنفس وطموح كبير لتحويل مجتمعنا إلى واحد أكثر ازدهاراً وتطوراً.