ددت قوات الأمن العراقية قبضتها داخل وحول مدينة كربلاء، في وقت يتوجه فيه عشرات الآلاف من الزوار الشيعة في قبل نهاية هذا الأسبوع احتفالا بذكرى أربعين الإمام الحسين. وفي الأيام الأخيرة قتل العشرات من الزوار في هجمات ألقي اللوم فيها على المتطرفين من السنة الذين استهدفوا بشكل روتيني الزوار الشيعة منذ عام 2003. وتتزامن الهجمات مع الجمود السياسي الذي أفرز حكومة منقسمة على أساس طائفي، في أعقاب انسحاب القوات الأمريكية من العراق، وهو ما يثير المخاوف من احتمال عودة العنف الطائفي إلى البلاد . وأمر رئيس الوزراء نوري المالكي باتخاذ إجراءات أمنية مشددة في أعقاب الهجمات على الزوار، وعمدت قوات الأمن إلى إغلاق طرق وزيادة عدد نقاط التفتيش على الطرق الرئيسية المؤدية إلى كربلاء. ويحتفل الشيعة بنهاية 40 يوما على ذكرى مقتل الإمام الحسين، حفيد النبي محمد من ابنته فاطمة، الذي لقي حتفه سنة 680 ميلادية، في معركة على السلطة، كانت إحدى أهم نقاط الانقسام بين الأغلبية السنية والأقلية الشيعية. وفي معركته مع يزيد بن معاوية، خليفة المسلمين آنذاك، قرب مدينة كربلاء، كان الحسين يواجه جيشا يفوق قدرته، وكان معه بضع مئات من أقاربه وأتباعه إضافة إلى عدد من أشقائه، أبناء علي بن أبي طالب، رابع الخلفاء المسلمين، بعد وفاة النبي محمد. وقد حظر الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي كان سنيا، الاحتفالات بذكرى عاشوراء وأربعين الإمام الحسين لأكثر من 30 عاما، ليتم أول احتفال علني بتلك الذكرى عام 2004، لم يمر دون هجوم شنه مسلحون من السنة.