كتب عرفه البنداري من ان تولى احمد داوود اوغلوا وزارة الخارجية التركية ، وحدث انقلاب شديد في السياسة الخارجية التركية ، فقد ادرك اوغلوا ان العمق الاستراتيجي لتركيا في العالم العربي والشرق الاوسط ، وليس في اوروبا ، فاوروبا هي التي رفضت انضمام الجانب التركي الى منظمة دول الاتحاد الاوروبي بدعوى ان اقتصادها لا يرقى الى مستوى اقتصاد الدول الاعضاء في الاتحاد . فكر اوغلو في التوجه بسياسات تركيا الى الشرق الاوسط والعالم العربي محاولا استغلال التاريخ المشترك والخلفيات المشتركة بين العرب وتركيا ، خاصة مع محاولة خلق تركيا الجديدة " تركيا العدالة والتنمية "والابتعاد عن تركيا الاتاتوركية . بدأت القصة بثورة عارمة من اردوغان على شيمون بيريز خلال منتدى دافوس الاقتصادي بسبب ما تقوم به اسرائيل من قتل للشعب الفلسطيني ، ثم تدهورت العلاقات بين البلدين حيث قام نائب وزيرالخارجية الاسرائيلية داني ايالون باهانة السفير التركي في اسرائيل وكانت مادة دسمة للاعلام الاسرائيلي على مدى اسابيع ، ثم قيام تركيا بطرد السفير الاسرائيلي من اراضيها الى تل ابيب ، وتدهورت العلاقات بين الدولتين متضمنة تعليق مشاركة سلاح الطيران الاسرائيلي في مناورات نسر الاناضول بمشاركة تركيا والولايات المتحدة ، وقيام اسرائيل بالاعتداء على السفينة التركية مرمرة ومقتل مواطنين اتراك على متنها مما ادى الى مطالبة تركيا لاسرائيل بالاعتزار ولكن اسرائيل رفضت واستمر تدهور العلاقات بين الدولتين على المستويات الرسمية . بالرغم من التدهور الذي حدث في العلاقات بين البلدين الا ان معلومات مركز الاحصاء الاسرائيلي والبنك المركزي الاسرائيلي تشير الى العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين لم تتاثر على الاطلاق ، وان تركيا حتى نهاية 2011 تعتبر اكبر شريك تجاري واقتصادي لاسرائيل . فرض تدهور العلاقات بين اسرائيل وتركيا بعد ان كانتا من اكبر الحلفاء عسكريا واقتصاديا في منطقة الشرق الاوسط على تركيا ان تبحث عن شريك استراتيجي تغيظ به اسرائيل من المنطقة فلم تجد الا بعض اللاعبين على الساحة العربية والشرق اوسطية اهمهم مصر والسعودية وايران وسوريا ... دولتان من الدول التي تبدوا مناهضة للغرب واخرتان متحالفة مع الغرب واسرائيل ،فاختارت تركيا ان تلعب على الدول المتحالفة مع اسرائيل والغرب ولم تغفل علاقتها مع الكتلة الاخرى لانها تدرك جيدا ان هذه الكتلة هي ورقة ضغط يمكن ان تستخدمها تركيا في اي وقت تريده . في هذا الاطار اجرى سلاح البحرية التركية مناورات بحرية مع سلاح البحرية المصري، شاركت في المناورات عشرات من القطع البحرية المصرية والتركية ، بالاضافة الى طائرات اف 16 والطائرات المروحية وكوماندوز البحرية ، حيث اطلق على هذه المناورات اسم " بحر الصداقة " وتاتي في الوقت الذي شهد فيه مضيق هرمز مناورة بحرية ايرانية ضخمة اطلقت عليها اسم " البحر الاعظم" .