يبدأ السودان ودولة الجنوب في مباحثات رسمية يوم "الإثنين" المقبل , بينما وصل وفد دبلوماسي جنوبي الى الخرطوم أمس حيث باشر السفير كاونك مهمته كقائم بأعمال سفارة دولة جنوب السودان بالخرطوم . وأكدت مصادر دبلوماسية, أن الوفد الذي يقوده وزير الدولة بخارجية جوبا الياس نيام يحمل في حقيبته عدة ملفات للتباحث مع الخرطوم , تشمل مسألة الأصول الخاصة بالجنوب في الشمال , بجانب مناقشة وضع الطلاب الجنوبيين الدارسين بالسودان وأوضاع المواطنين الجنوبيين وترتيب أوضاعهم . من جانبه كشف السفير العبيد أحمد مروح الناطق باسم الخارجية السودانية، عن تأجيل الاجتماع الوزاري المقرر عقده بين صلاح ونسي وزير الدولة بالخارجية وإلياس نيام نائب وزير خارجية الجنوب الذي كان مقرراً عقده اليوم إلى يوم الاثنين المقبل، بسبب سفر الأول في مهمة عمل بالخارج , بحسب ما قال الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية العبيد مروح . وتوقع مروح في تصريحات صحفية أن يبحث الجانبان تداعيات الأحداث الأخيرة المتعلقة باستدعاء القائم بأعمال سفارة السودان بجوبا السفير عوض الكريم الريح , واستبعد مناقشة المباحثات تسمية السفراء من الجانبين , منوها بأن وقت ذلك لم يحن .. لكنه أشار الى أن تلك المباحثات قد تشكل انطلاقة علاقة دبلوماسية بين البلدين . وأضاف الناطق قائلا "إذا نجحت المباحثات سوف يكون هناك ترتيب لرد الزيارة إلى جوبا , ويمكن أن يرفع مستوى تبادل الزيارات الى مستوى الوزراء , سواء أكانت في جوبا أو الخرطوم" . في الأثناء، كشفت مصادر حكومية أنّ سَبب استدعاء القائم بالأعمال في جوبا يتمثل - على حد قول حكومة الجنوب - في استيلاء السلطات السودانية على 15 عربة تخصها واعتقال سيدة جنوبية كانت تتابع المسألة، إضافة لتعرض مواطنين جنوبيين لسوء معاملة في بعض المرافق كالمستشفيات وإلى تجنيد قسري تمارسه السلطات الحكومية لصالح الجماعات المعارضة في الجنوب، وأكدت المصادر أن هذه البنود تم تفنيدها لكن لابد أن يقف الوفد الوزاري الزائر على حقيقتها حتى لا تستخدم لأغراض أخرى. وفي سياق متصل , حذرت الأحزاب الجنوبية حكومة الجنوب من مغبة البحث عن بدائل لتصدير النفط بدلا عن أنابيب الشمال , مؤكدة أيلولته للشعب السوداني فقط , في وقت كشفت فيه عن رؤية استراتيجية للأحزاب الجنوبية لحسم القضية بالضغط على حكومة الجنوب . واتهم ديفيد ديشان رئيس حزب الجبهة الديمقراطية لجنوب السودان في تصريح صحفي , رئيس الجنوب سلفاكير ميارديت بالتواطؤ مع إسرائيل عقب زيارته الأخيرة لها لتحويل الأنابيب إلى ميناء "ممبسا" بكينيا.
في تطور آخر أفادت الأنباء بأن الأوضاع مازالت متوترة فى منطقة "بيبور" بولاية "جونقلى" بجنوب السودان، بينما فر الآلاف من المنطقة خشية زحف المقاتلين الذين ينتمون إلى قبيلة "النوير" ويلاحقون أفراد قبيلة "المورلى" مع استمرار الصراع على الماشية ومناطق الرعى. وذكرت المتحدثة باسم بعثة الأممالمتحدة ليز جراند أن الآلاف من مقاتلى قبيلة "النوير" لا يزالون فى محيط المدينة، مما يشكل خطراً على أفراد قبيلة "المورلى" الذين فروا من القتال المندلع منذ أسبوع، وأضافت أن مقاتلى "النوير" يتحركون جنوبا فى جماعات ويضرمون النيران فى المناطق التى يمرون بها. بينما أكد وزير إعلام جنوب السودان برنابا بنيامين السيطرة على الأمور فى المدينة، وأن الحكومة اتخذت خطوات جادة لحماية المواطنين فى ولاية "جونقلى"، نقلت صحيفة "سودان تريبيون" عن جوشوا كونى المسئول بمنطقة "بيبور" القول إنه "لم يتبق أى شىء، لقد انتهى كل شىء واشتعلت النيران فى مدينة بيبور بالكامل". وأضاف كونى "أن المدينة تحترق والكثيرون قتلوا، وغالبيتهم أطفال ونساء".