ازدادت في الآونة الأخيرة حوادث التحرش الجنسي في مصر، وهي ظاهرة جديدة على المجتمع المصري حيث يتميز المجتمع المصري على مر العصور بعدة صفات من أهمها الشهامة، والفزع لإنقاذ المحتاج خلافًا للمجتمعات الأوروبية التي قد يقتل فيها القتيل أو تغتصب فيها المرأة وسط الشارع دون التفات أحد من المارة، وكانت هذه الصفات وغيرها مثار تباهٍ بين أبناء الشعب، إلا أن الحادث الأخير وبعض الحوادث المشابهة تلفت الانتباه لضمور هذه الصفات الكريمة وظهور صفات الأنانية وعدم المبالاة، وهي صفات تغلب على المجتمعات المادية التي تتجاهل احتياجات الروح ويرجع زياده التحرش فى مصر الى عده اشياء ومنها قله الوعى الدينى حيث اتجهت أفكار الشباب فى الاونه الاخيره الى النت والدش ومشاهده المواقع الاباحيه والاباء تركوا السباب بدون رقابه ولاحزم . والشى الاخر الذى يجعل الشباب هكذا قله المؤسسات التعليميه والاحباط وانتشار الفساد وغياب الوعى الامنى مما يجل الفرد يفعل كما يشاء ! فاصبح خروج الفتاه من المنزل شى مخيف للاسره فى ظل غياب رجال الامن حتى عملت النساء على مبادرة لمحاربة التحرش الجنسي بمصر أطلقت نساء مبادرة تطوعية تهدف إلى محاربة "التحرش الجنسي" في مصر، تزامناً مع بدء عرض فيلم "678"، الذي يتناول الظاهرة، التي يختلف كثير من المراقبين في تفسير أسباب تفشيها في المجتمع المصري مؤخراً، وإن كان غالبيتهم يتفقون فيما بينهم على أن النساء عادةً ما يكنَّ الضحايا واهم ما جاء على الموقع الإلكتروني للمبادرة التطوعية القبول الاجتماعي لمشكلة للتحرش الجنسي" في مصر، من خلال عدد من الأهداف المرحلية، أولها "توفير بيئة آمنة وطريقة سهلة لتقرير وقائع التحرش الجنسي ومنها أيضاً "إرسال استجابة إلى كل تقرير، يرشد الضحايا إلى الخدمات التي يمكن أن تساعدهم، مثل المساعدة القانونية أو النفسية، وكيفية عمل محضر في الشرطة، والدفاع عن النفس وعن الآخرين"، بالإضافة إلى "توفير منتدى على شبكة الإنترنت لضحايا التحرش، لتبادل الأفكار حول كيفية التعامل مع المشكلة كما تعمل على جمع متطوعين من الأحياء الأكثر معاناة من التحرش، وتدريبهم على التواصل مع سكان تلك الأحياء، وذلك باستخدام الخريطة كدليل لشرح المشكلة، وتقديم نصائح لهم حول كيفية التدخل، ولكن بطريقة غير عنيفة بهدف خلق بيئة مجتمعية لا تتسامح مع التحرش . وقالت الدكتورة غادة الخولي أستاذة الطب النفسي بان انتشار التحرش الجنسي في مصر يرجع إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية وازدياد معدلات الطلاق والكبت الجنسي في المجتمع، وقالت: إن "التحرش لا يرتبط فقط بمناطق الفقراء في مصر، بل إن بعض الأماكن الراقية يحدث فيها ذلك، ودللت على ذلك بمنطقة مصر الجديدة التي حدثت فيها واقعة تحرش جنسي مؤخرًا"، وأضافت: إن فكرة الزواج انتابها خلل اجتماعي حيث أصبحت تعتمد بشكل كبير على المصلحة، ولهذا يصيب الأزواج الملل عقب الزواج، فلم يعد هناك صفات القدرة على الكفاح والتحمل التي كانت سائدة في الماضي وتعطي الفرد الإحساس بالمسئولية والانتماء للمنزل. وذكرت الطبيبة النفسية أن قيم الحصول على كل شيء دون مجهود أضحت سائدة في المجتمع. وأشارت إلى أن "خوف الفتيات من عدم القدرة على الزواج دفعهن إلى الخوض في علاقات عاطفية في فترة مبكرة، وأصبح هذا يتم بعلم الأهل، كما انتشرت ظاهرة الخيانة الزوجية أيضًا بشكل ملحوظ . وتقول الدكتورة " آمنة نصير" أستاذة الفلسفة وعميدة سابقة بجامعة الأزهر: إن الثقافة المصرية تغيرت "انظروا إلى أولادنا اليوم، لا يوجد شيء يملأ حياتهم باستثناء التلفزيون والإنترنت، والآن لدينا مشكلة الزواج المتأخر، وعندما تجمع كل هذه العوامل في سلة واحدة تكون النتيجة مشاكل اجتماعية مثل التحرش ويضيف الدكتور حمدي عبد العظيم أستاذ علم الاقتصادعلى ارتباط التحرش بالاقتصاد حيث أرجع أسبابه إلى البطالة التي يعاني منها 20% من المجتمع المصري، والتي تؤدي إلى العجز في إشباع الاحتياجات الاقتصادية ويؤكد على انفاق الشباب اموالهم فى شراء المخدرات حيث ينفق 18 مليار جنيه على المخدرات، التي تساهم في تغييب الوعي وتساعد على انتشار التحرش . وأهم الأسباب التي أدَّت إلى انتشار ظاهرة التحرش الفراغ الكبير الذي يعاني منه الشباب، واخر إحصائيات وزارة الداخلية التي أكدت أن التحرش الجنسي أصبح يمثل 13% من مجمل الجرائم التي تُرتكب في المجتمع المصري بعد أن كانت تُمثل فقط 6% قبل أعوام قليلة. وفي دراسة صدرت عن المركز المصري لحقوق المرأة في الفتره الماضيه، اعترف 62 % من الرجال في مصر بالتحرش جنسيًا بالنساء، وأفاد 83 % من النساء بتعرضهن للتحرش، وقال نصفهن: إن ذلك يحدث معهن بشكل يومي. أما ريبيكا تشياو منسقة العلاقات الدولية في المركز المصري لحقوق المرأة فقد أفادت بأن التحرش ظاهرة حقيقية في مصر، وقد ساءت هذه الظاهرة خلال العشر سنوات الماضية بشكل لافت، وأضافت: "حتى السبعينات لم يكن هناك تحرش في مصر إلا نادرًا، لكن الأمور مختلفة تمامًا الآن". وكشفت دراسة حديثة نشرتها صحيفة المصري اليوم عن أن نسبة المتحرشين تتفاوت حسب السن؛ حيث تبلغ النسبة لمن في سن 18 حوالي 22%، ومن 18 إلى 24 حوالي 29%، ومن 25 إلى 40 حوالي 30% بينما تنخفض النسبة لمن فوق 41 سنة إلى 14%، وتشير الدراسة إلى أن طالبات المدارس هن الأكثر عرضة للتحرش، حيث أكدت 30 طالبة شاركن في الدراسة أنه تم التحرش بهن في أماكن مختلفة، سواء في الشارع أو المواصلات العامة، وفيما يتعلق برد فعل المتحرش بها، نجد "السب" هو النسبة الأكبر، حيث تكتفي 55% من النساء بسب المتحرش ولعنه وإكمال اليوم بشكل عادي، وذلك في حالة اقتصار التحرش على بعض الألفاظ، كما أوضحت الدراسة أن 32% يطلبن مساعدة الغرباء، و11% يطلبن مساعدة أفراد العائلة أو الأصدقاء، بينما تلجأ 13% إلى الشرطة وتبلغ عن الحادثة . وأشار تقرير إخباري أوردته صحيفة "ميل آند جارديان" البريطانية إلى تنامي ظاهرة التحرش الجنسي بالنساء بمصر، وأنها لم تعد قاصرة على النظرات أو الكلمات الإباحية، وإنما امتدت إلى لمس أجساد النساء من قبل المتحرشين، وذكرت الصحيفة في تقريرها، أن عمليات التحرش الجنسي بالسيدات في مصر بالأماكن العامة لم تعد تقتصر على استهداف السيدات في مرحلة عمرية أو طبقة اجتماعية محددة أو بعضًا من النساء، ونقل التقرير عن خبراء اجتماعيين قولهم: إن هناك العديد من العوامل التي تساعد على زيادة انتشار ظاهرة التحرش الجنسي في مصر، يأتي أبرزها "تفاقم مشكلة البطالة وانتشار العاطلين في الشوارع، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الزواج، وغياب الوعى الديني الذي يحرم ممارسة الجنس خارج نطاق الزواج .