نشرت صحيفة (هاآرتس) اليوم مقالا للكاتب"الوف بن" ، يقول فيه ان ما يحدث من ثورات عربية وسقوط الرؤساء الموالين لاسرائيل امثال "حسنى مبارك" وسيطرة الاسلاميين ، جعل اسرائيل فى مأزق وقلق غير مسبوق ، حيث انها تخشى ان تتحول مصر الى ايران او الى تركيا "الاردوجانية" حسب وصفه . ويؤكد "الوف" ان القلق الاسرائيلى ليس مصدره فقط تعزيز قوى الاسلاميين ، وانما انهيار االتحالفات الاستراتيجية لاسرائيل منذالعام الماضى ، حيث بدأت اسرائيل فى مرحلة انهيار لتحالفاتها الاقليمية سواء مع مصر او تركيا والاردن ، فى الوقت الذى بدأت فيه ايضا القوى الامريكية المساندة لها فى الاضمحلال ، فى ظل الضعف الذى أصاب حكومة الرئيس الامريكى "باراك اوباما" . كما اشار الكاتب الى انه حتى اليونان الحليف الجديد لاسرائيل بدأ فى الانهيار تحت وطأة الازمة الاقتصادية .ويأتى كل ذلك فى الوقت الذى تتصالح فيه حركتا فتح وحماس الفلسطينيتان . ويقول الكاتب انه بالرغم من هذه الظلمة المحيطة باسرائيل من كل الجوانب ،الا انه هناك ومضة ضوء تتمثل فى انهيار نظام "الاسد" وما يتبعه من انهيار لحزب الله ، كما انه عندما اراد الرئيس الفلسطينى "محمود عباس" الذهاب للامم المتحدة للاعتراف بفلسطين احبطت اسرائيل هذه المحاولة . ويقول "الوف" ان بنيامين نتنياهو حاول منذ سقوط "مبارك" تعزيز مبدأ الارض مقابل السلام ، فأطلق يد اليمين المتطرف فى البلاد ، ولكنه لايعلم ان ما حول اسرائيل من اراض سيصبح قاعدة ارهابية ضدها مثل سيناء حسب زعمه. ويقول الكاتب ان "نتنياهو" دعا فى خطابه الشهر الماضى فى الكنسيت الى بناء المستوطنات واحتلال الاراضى المحيطة بالقدس . وزعم الكاتب الاسرائيلى انه خلال عامين او ثلاث سيصبح الحلم اليهودى حقيقة وستمحى فكرة التقسيم الى الابد . ويضيف الكاتب ان "نتنياهو" استفاد من استطلاعات الراى التى صبت فى صالحه ، مما جعله يقرر تقديم الانتخابات فى حزبه بكل ثقة ، ويقول الكاتب ان الربيع العربى قد افاد "نتنياهو" ن حيث من المتوقع ان يحقق فوزا ساحقا لليمين المتطرف على حساب اليسار. معاريف من جهة أخرى وفى صحيفة معاريف الإسرائيلية أدان الكاتب الاسرائيلى " يوسف شداد" ما تفعله الحكومة الاسرائيلية من تمييز بين العرب والاسرائيليين ، وقال إن حكومة "نتنياهو" تعتدى على الديمقراطية ، حيث لايوجد سبب لإسكات اصوات المساجد والمؤذنين سوى رائحة العنصرية الكريهة التى تنبعث من النظام السياسى فى اسرائيل . وقال إن قانون "اسكات المساجد" ما هو الا الطلقة الاولى من حرب القوانين العنصرية التى سيشنها اعضاء الكنيست المتطرفون ، فى بلد تدعى الديمقراطية والحفاظ على حقوق الاقليات. واوضح الكاتب فى مقال نشره موقع (واللا ) انه بعد اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو تأييده لقانون المساجد واسكات مكبرات الصوت فيها ، تزايدت هجمات مجموعة "تاج محير " المتطرفة ضد المساجد. واشار الكاتب الى ان تمرير مثل هذا القانون هو أمر محفوف بالمخاطر وتعدى لليمين المتطرف للخطوط الحمراء ضد مواطنى الدولة من العرب ، وأضاف ان مثل هذا القانون يعطى الفرصة للمتطرفين امثال جماعة "تاج محير" لاستكمال اعمالهم الدنيئة من حرق المساجد وإهانة الرموز الدينية. ويتساءل الكاتب "الا يكفى اعضاء الكنيست الدخول فى تحديات مع السكان العرب ولا يكفى "ليبرمان" استفزاز الاقلية العربية ؟، واكد الكاتب ان اسرائيل لديها كوارث اكبر من ذلك، تستدعى تفرغ هؤلاء اليها مثل البطالة والفقر والغلاء وارتفاع اسعار الوحدات السكنية واحتجاجات عمال النظافة من اجل زيادة رواتبهم وتحسين النظام الصحى ومشكلة الاحتكار والمحتكرين الذين يعيشون على ضرائب الشعب . هارتس كشف مسؤول دبلوماسي إسرائيلي عن أن السفير الإسرائيلي الجديد في القاهرة يعقوب أميتاي سيحاول فتح قنوات اتصال مع المسئولين الاسلاميين في مصر ومن بينهم ممثلين للإخوان المسلمين وحزب النور السلفي. وقال المسؤول لصحيفة (هآرتس) إن أميتاي بصفته سفيرا يتعين عليه الاتصال بكل الكيانات ذات الصلة بحكم مصر والحديث إلى "أي شخص يريد ويوافق على الحديث معه، حتى إذا لم تكن هذه الاتصالات معلنة". وشدد المصدر على ضرورة أن تدخل إسرائيل في حوار مع ممثلي الاسلاميين في الدول العربية "الصديقة نسبيا"، بما في ذلك ممثلي الأحزاب السلفية الأصولية مثل حزب النور، إذا ما وافقوا على ذلك. وقال: "علينا أن نبذل أقصى جهد لنوضح أننا لسنا أعداء للشعب المصري وأو للشعب الفلسطيني". ورأت الصحيفة أنه من المتوقع أن يستبعد الإخوان المسلمون أو السلفيون الدخول في أي حوار مع الحكومة الإسرائيلية أو ممثليها. ووفقا للصحيفة، فإن الحكومة الإسرائيلية لم تحاول حتى الآن فتح قنوات اتصال رسمية مع الإخوان المسلمين، كما أن التصريحات الرسمية لإسرائيل في هذا الأمر نادرة في ضوء عدم اعتراف الإخوان بإسرائيل. وتجدر الإشارة إلى أن ممثلين للإخوان المسلمين أبلغوا دبلوماسيين أمريكيين مؤخرا أن الجماعة لا تنوي إلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل.