خسر شباب ثورة 25 يناير فى المرحلة الأولى لانتخابات مجلس الشعب التي أجريت في 9 محافظات(القاهرة وكفر الشيخ ودمياط والفيوم وأسيوط والأقصر والبحر الأحمر والإسكندرية وبورسعيد)على مدار يومي 28 و29 نوفمبر الماضي. ترشح عدد من شباب الثورة للانتخابات البرلمانية على رأسهم أسماء محفوظ وعبد الرحمن فارس عن حزب التيار المصري بالقاهرة والفيوم ومصطفى النجار عن حزب العدل فردي بالقاهرة، وترشح عدد منهم على قائمة الثورة مستمرة التي تضم "التحالف الشعبى الاشتراكى، التنمية والمساواة، التحالف المصرى، مصر الحرية، التيار المصرى، الاشتراكى المصرى"، بالإضافة إلى ائتلاف شباب الثورة. ونافس على رأس قائمة الثورة مستمرة في الدائرة الثانية بمحافظة القاهرة كل من محمد القصاص عضو التيار المصرى وائتلاف شباب الثورة، وشهير جورج إسحاق ابن قيادى حركة كفاية، كما تأتى الفنانة تيسير فهمى، مؤسسة حزب السلام والتنمية، على رأس قائمة الدائرة الثالثة بمحافظة القاهرة، وذلك على مقعد الفئات، وخالد السيد عضو ائتلاف شباب الثورة على رأس القائمة فى الدائرة الرابعة بمحافظة القاهرة، كما ينافس زياد العليمى، عضو ائتلاف شباب الثورة، المرشح على قائمة الكتلة المصرية. ففي مصر الجديدة فشلت أسماء محفوظ في اقتناص مقعد البرلمان من الدكتور عمرو حمزاوي (مرشح فئات مستقل)والذي فاز بالمقعد البرلماني باكتساح من محمد أبو العزم مرشح الحرية والعدالة على نفس المقعد. وبالفيوم خرج عبد الرحمن فارس من السباق الانتخابي مبكرا ولتجري جولة الإعادة بين المهندس حمدي طه مرشح حزب الحرية والعدالة فردي وبين مرشح حزب النور المقرر لها يوم 5 ، و6 من الشهر الجاري. ولم يحالف الحظ ايضا كلا من ياسر الهواري عضو ائتلاف شباب الثورة والمرشح في الدائرة الثانية بالقاهرة، وشهير جورج إسحاق، بالإضافة لخالد السيد عضو ائتلاف شباب الثورة على رأس القائمة فى الدائرة الرابعة بمحافظة القاهرة. وفي دائرة (مدينة نصر والتجمع الخامس) تجري الإعادة على مقعد الفئات بين (مصطفى النجار)(حزب العدل) وبين (الشيخ محمد يسري ابراهيم) وعلى مقعد العمال بين الشاب (عمرو عودة )(مستقل)و (عصام مختار)مرشح (الحرية و العدالة) يومي 5 و 6 ديسمبر 2011 وترجع فشل قوائم الثورة مستمرة ومرشحي شباب الثورة إلى انه بالمقارنة مع الدعاية الانتخابية واللافتات لمرشحى البرلمان من التحالفات الانتخابية الأخرى، يلاحظ أن دعاية مرشحى الثورة مستمرة ضئيلة جدًا. كما أكد عبد الغفار شكر رئيس حزب التحالف الشعبي أن التحالف حاول فتح حساب بنكى لتلقى تبرعات المواطنين لدعم الحملات الانتخابية لمرشحيه، ولكن صعوبة الإجراءات والأوراق الرسمية المعقدة حالت دون ذلك، مشيرًا إلى أن المرشحين اعتمدوا على مواردهم الذاتية. وأمام شباب الثورة تحد واضح في المرحلة الثانية والثالثة، ويبقى الأمل في مرشحي شباب الثورة في المرحلة الثانية والثالثة وعلى رأسهم إسلام لطفي مرشح ائتلاف شباب الثورة وحزب التيار المصرى على المقعد الفردى فئات بالدائرة الرابعة - الجيزة كرداسة - الهرم - اكتوبر اول - اكتوبر ثانى - الشيخ زايد)، وعبد الرحمن هريدي رشح ائتلاف شباب الثورة وحزب التيار المصرى لعضوية مجلس الشعب عن دائرة ( إمبابة والدقى والعجوزة )فردى فئات، ومحمد جمال أصغر مرشح للبرلمان عن ائتلاف شباب الثورة وحزب التيار المصرى عن دائرة (بندر المنيا وسمالوط ومطاى)وايضا تبقى فرصة أمامهم في جولات الإعادة لبعضهم كمصطفى النجار التي ستجرى يومي 5 و6 ديسمبر. وقد شكل الغياب اللافت لشباب ثورة 25 يناير عن البرلمان المصري وفق نتائج الجولة الأولى للانتخابات المصرية واحدة من النقاط اللافتة التي كشفت عنها النتائج التي ستعلن رسميا مساء اليوم. تفرق ائتلافات شباب الثورة افقدها فرصة التوحد في المواقف غير أن مراقبين وأعضاءً في ائتلافات الثورة ممن تحدثوا للجزيرة نت نبهوا إلى أن الائتلافات لم تكن متفقة على شكل التعامل مع الانتخابات، حيث قرر بعضهم مقاطعتها، خاصة بعد المصادمات التي شهدها ميدان التحرير الأسبوع الماضي وأودت بحياة 42 شخصا. وفي المقابل انخرطت ائتلافات أخرى في دعم قوائم أحزاب أو قوى سياسية موجودة، وتفرقت بقية القوى في تحالفاتها، مما أفقد ائتلافات شباب الثورة فرصة التوحد في الموقف والمنافسة في الانتخابات رغم وحدة كلمتهم في ميدان التحرير . وتقول عضو المكتب الإعلامي لشباب 6 أبريل إنجي حمدي إنه لا يمكن اعتبار شباب الثورة من ضمن المتنافسين على ولوج البرلمان المقبل. وأضافت "نحن شعرنا بخيبة الأمل من قانون الانتخاب وطريقة توزيع الدوائر التي لا تسمح لنا بمواجهة قوى منظمة لها باع طويل في المنافسة الانتخابية". غير أنها لا تخفي أن البعض ممن تنافسوا في الانتخابات من شباب وائتلافات الثورة جوبهوا بدعاية بعض القوى -ومنها الإسلامية- التي تتهمها حمدي بأنها "تساهم في سرقة الثورة من شبابها". ولا تخفي الناشطة في شباب الثورة ما تراه "عدم توازن"في إمكانية منافسة شباب الثورة للقوى والائتلافات الانتخابية. وتشير إلى أن الوقت كان قصيرا بين سقوط النظام والانتخابات، كما لم تتوفر لشباب الثورة الإمكانيات التنظيمية والدعائية والإعلامية أو حتى التمويل الذي يسمح لهم بمنافسة قوى تملك كل هذه المقومات. وتحذر إنجي حمدي القوى الفائزة بمقاعد في البرلمان من أن الثورة وروح ميدان التحرير "لا تزال مستمرة ولن يتمكن أي كان من سرقتها من شبابها". وتقول "لولا ميدان التحرير لما كان هذا المشهد الرائع للمصريين أمام صناديق الاقتراع". الميدان سيظل قوة غاية في الأهمية وتلفت إلى أن شباب الثورة سيحددون موقفهم من الانتخابات والبرلمان الجديد بعد اكتمال الصورة. وتشير إلى أن التحرير سيبقى رقيبا على اكتمال مطالب الثورة، ولن يتوانى عن العودة ضد أي قوة تحاول الالتفاف على هذه المطالب. غير أن أستاذ العلوم السياسية د.سيف الدين عبد الفتاح لا يرى أن شباب الثورة أخفقوا خلال الانتخابات حيث أكد أن العديد منهم مرشح على قوائم لم تتضح صورتها النهائية بعد، في حين يمكن أن يصل إلى البرلمان من خلال ائتلاف "الثورة مستمرة" ما بين خمسة وسبعة مقاعد. ويقول د. عبد الفتاح إن "شباب الثورة لم يأخذوا فرصتهم، فلم يتمكنوا من تكوين أحزاب ولم تتوفر لهم الحدود الدنيا من إمكانيات المنافسة". ويذهب إلى التأكيد على حقيقة أن "البرلمان لا ينفي الميدان الذي سيظل قوة غاية في الأهمية على البرلمان القادم الحذر من غضبها". وأضاف "من يريد أن يفعِّل البرلمان وينجح عمله، عليه أن يلبي مطالب الميدان الذي قد يستعيد زخمه إن خيب البرلمان طموحات المصريين". وبرأيه فإن بقاء الشباب في الميدان ضمانة للشعب المصري، وفي نفس الوقت يمكن أن يشكلوا مع الراغبين في تحقيق مطالب الثورة من نواب البرلمان قاطرة تقود مصر نحو طريق الخروج من عنق الزجاجة.