مرت الجولة للإنتخابات على أحسن ما يكون وبرغم التجاوزات والمخالفات لكن جرت هذه الإنتخابات كأفضل إنتخابات نزيهة الى أبعد الحدود منذ ما يقرب من قرنا من الزمانولمزيد من الشفافية يعقد الإئتلاف المستقل لمراقبة الانتخابات غدا المؤتمر الصحفي الثاني للإعلان عن تقريره ومشاهداته علي عملية اقتراع المرحلة الأولى للإنتخابات، ويرصد التقرير يومي الاقتراع وما حدث فيهما من مخالفات وانتهاكات على الصعيدين الميداني والإعلامي والانتهاكات التي وقعت على النساء. كما يناقش الجانب الميداني الأداء داخل اللجان، ومتابعة سير عملية الاقتراع، وما يحدث من مخالفات من جميع الأطراف المعنية مثل آداء الأجهزة الأمنية، والجهات المشرفة على العملية الانتخابية وأداء الناخبين ومندوبي المرشحين أثناء عملية الاقتراع، كما يناقش الجانب الإعلامي كيفية تناول وسائل الإعلام المختلفة المقروءة والمرئية لعملية الاقتراع، ومدى الاهتمام بها. يضم الائتلاف المستقل كلا من الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية، مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان ومركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية. وكان المشهد الحضاري التقدمي الذى لفت أنظار العالم كله حتى كتب عنه روبرت فيسك أن على أوروبا أن تخجل أمام هذا المشهد ، وكتبت صحف أوروبية مشهورة عن حضاريته وروعته ، وارتفعت مؤشرات البورصة المصرية - على الجانب الاقتصادى - حتى حققت أرباحاً خيالية فى اليوم الثاني من أيام الجولة الأولى وقفات الجولة الأولى للإنتخابات البرلمانية: أولاً : المشهد الحضاري الرائع الذى بدت عليه مصر فى مشاركة شعبها الإيجابية الهائلة والتى وصلت ببعضهم لأن يبكى وهو يشارك لأول مرة فى حياته مع أن عمره تجاوز الستين سنة ، لأن الأنظمة القمعية والنتائج المعروفة مقدماً كانت تعوقه ، كل ذلك يعطى دروساً بالغة العمق منها : دلالة ما للحرية من قيمة فى حياتنا ، وأنها نعمة عظيمة امتن الله سبحانه بها علينا بثورتنا المباركة ، ثم رسالة للقوى المتآمرة على أمن مصر واستقراره والتى حاولت تعطيل العملية الانتخابية خوفاً من نتائجها ، ثم روعة وعظمة الشعب المصري وحضاريته وأن ثورته التى قام بها لم تكن صدفة ، وإنما الخير والإيجابية اللذان يملآن هذا الشعب كثير كان معطلاً عن الظهور بفعل القوى الاستبدادية المخلوعة ، وها هو ذا الشعب يختار بإرادته وحريته . ثانياً : النتائج التى أظهرت التفوق النسبي للإخوان وحزبهم الحرية والعدالة ، والتفوق الكبير لمجموع الإخوان والسلفيين كقوى إسلامية فى مواجهة العلمانيين والليبراليين فى المرحلة الأولى والملاحظ أنه ومع أول اختيار حر للشعب بعد سنين طوال ، فإذا به يختار الحل الإسلامي ثالثاً : نجاح الإخوان وحزبهم الحرية والعدالة فى الحفاظ على قوام التحالف لضمان الوفاء بما قطعوه على أنفسهم من عهد بالمشاركة لا المغالبة ، يؤكد عمق نظر الإخوان فى القوى الوطنية المعتدلة من أمثال الدكتور وحيد عبد المجيد وغيره ممن هم على قوائمنا ، كل ذلك يؤكد كفاءة قيادة الإخوان والحرية والعدالة ، وهو مما يدعم توثيق ركن الثقة فى كفاءة القيادة داخل نفوس الإخوان عملياً بعد أن تم توكيده نظرياً . رابعا: بعض المخالفات الموثقة التى ارتكبها البعض من مؤيدى النور بالإسكندرية وكفر الشيخ ودمياط بخداع عوام الناس وأمييهم بأن رمز مرشح الحرية والعدالة هو الفانوس ( وهو رمز مرشح النور ) خامسا : العرس الديمقراطي الرائع الذى نعيشه سببه شبابا ضحوا بأرواحهم من أجل هذه اللحطة فوجب علينا أن نتذكر شهداء ثورتنا المجيدة ، وكذلك كل من سبقهم – مناضلاً – على طريق هذه الحرية ، واعتقل وضحى بوقته وحريته وماله ، وقد قدم إقتراح أن يتم عمل متحف – دائم - بمدخل مجلس الشعب يسجل فيه صور كل شهداء الثورة ، وكل من اعتقل من قبل واضطهد وانتهك قبل الثورة من أمثال الشاطر وجميع الإخوان والسنانيرى وسليمان خاطر وعبد الوهاب المسيرى وخالد سعيد و ..... على مدار عشرات السنين – رحم الله الجميع حياً وميتاً - ليهبوا من دمائهم وأعمارهم الحرية لهذا البلد .