نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميريكية تصريحات عسكرية على لسان محمد حسين طنطاوى - رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة - حذر فيها من خطورة عدم اجتياز الأمة المصرية للأزمة الراهنة، مؤكدا أن مصر تمر بمفترق طرق تاريخي خطير، داعيا الناخبين المصريين للمشاركة بإيجابية فى الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها غدا ولمدة يومين، ومشددا فى الوقت نفسه على أن إجراءات صارمة سيتم اتخاذها ضد من وصفهم بمثيرى الشغب، حال تعرضهم للعملية الانتخابية. جاءت التحذيرات الطنطاوية عى خلفية امتلاء ميدان التحرير بمئات الآلاف من شباب الثورة، الذين دعوا بالمقابل إلى مليونية الشرعية الثورية، فى سياق الاعتصام الذى دخل يومه التاسع، منذ اجتياح قوات الأمن المركزى لخيام المعتصمين سلميا من مصابى ثورة 25 يناير، مطالبين العسكرى بالتنحى وتسليم السلطة لمجلس رئاسي مدنى ثوري، وحكومة إنقاذ وطني تستمر إلى حين إقامة الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها فى شهر أبريل المقبل. جدير بالذكر أن غضبا متصاعدا فى صفوف قطاعات واسعة من الشعب المصري، تزامن وسقوط أكثر من خمسين شهيد وإصابة نحو ألفين من شباب الثورة، على أيدى قوات الأمن المركزى، التى واجهت احتجاجاتهم بوحشية باستخدام قنابل غاز منتهية الصلاحية وأنواع أخرى منها توصف بأنها أسلحة كيماوية، إلى جانب استخدام طلقات الرصاص الحي والخرطوش بكثافة شديدة، وقد أنحى المراقبون باللائمة فى هذه المجزرة على المجلس العسكري باعتباره القائم على أدوات صنع القرار ومنها وزارة الداخلية، التى تورط ضباطها فى قتل المتظاهرين.