طبعا هى ' قنبلة خاصة جدا ' سياسية لها أبعاد مختلفة تلك التى أطلقها الرئيس عباس ، 'حادثة الغضب العباسي' أحدثت ارباكا للجميع ، رغم أنها متوقعة منذ خطابه فى المجلس المركزى ، ومهاتفته اوباما بعد رحلة عريقات الأخيرة الى واشنطن وعودته ليس بخفى حنين فقط بل بإدارة ظهر غريب لكل ما قيل سابقا من ' وعود ' و' عهود اوبامية' حسنة النحو سيئة التصريف ، فبدأ خزان الصبر العباسى ينهار سريعا .. وبلا غوص فى تحليل وتفسير ما لها وما عليها ، فتلك تحتاج لتناول بعيدا عن لحظة الانفعال ، خاصة وأن الأحرف لها حساب فى فترة كما هى الآن ، ف ' لحظة الغضب البعاسى ' لم تكن صدفة ولا مفاجأة للكثير ممن هم حوله ، ومن عرب وعجم ، لكنهم تعاملوا معها باعتبارها حالة انفعال ' ذاتية ' بل هناك من أشاع جوا ممن يحيطونه من الاستخفاف بها .. ' خطوة الغضب العباسي' فتحت مجالا واسعا لكشف حال الوضع الراهن والذى أراد البعض ' التستر عليه ' الى حين الوصول الى نقطة انهيار ذاتى ، ربما جاءت خطوة عباس سابقة لزمن يتم اعداده بمهارة وعناية فائقة للمشروع الازاحى للمشروع الوطنى ، بدأت حرب ' التيئيس' السياسية ، نشر كل ما له اغلاق روح الأمل عند الفلسطينى ، يغلقون بابا فى وجه الشرعية الفلسطينية ويفتحونها مع من يعتقد أنه بديل لها ، بل ويعتقد أنه كفيل بتغطية كل ما يصلون اليه معهم ب' كبشة فتاوى ' خاصة بالسلم والجنوح واعدوا واستعدوا وراحة محارب تتيح معها السير فى سياق ' الدولة المؤقتة' والتى تفتح بابا أمام صيغ سياسية تنتظر . وكان ' الغزل المتبادل' بين قادة فى تل أبيب وآخرين فى ' محمية حماس' حول الأمان وابتعاد ' شبح الحرب' عن القطاع ، مصحوبا باشادة تاريخية عن الأمن الذى تعيشه اسرائيل بفضل الانقلاب الأسود ، كلاهما يعتقد أن ما حدث ' خطوة على الطريق ' لاستكمال البدايات التى ترمى لصياغة مشروع ' التقاسم الوظيفي' بينهما ، ولعل ما جاء فى بعض محاضر حماس مع الوفد الأمريكى – الاوربى بعض مما كان يطبخ هناك ، عندما تحدث موظف صغير فى وزارة خارجية اوربية عن ' ضعف الرئيس عباس ' وفشله' واشاد بالمقابل 'بقوة حماس وشعبيتها ' رسالة مبكرة لقرار ' الإزاحة' أو ' الهروب' .. وها هو شمعون بيريز الرئيس الاسرائيلى يحاول اطالة عمر فترة التيئيس الى حين استكمال الاستعدادات السياسية لانهاء 'الوطنية الفلسطينية'وفتح ' سوق الخيارات المفتوحة التى تأتى بكل شئ سوى الاستقلال الوطنى ، فكل خيار غير هذا الخيار يمكن التعامل معه والسيطرة عليه والتحكم به وفقا لأجندة ' المشروع الصهيونى العام' الذى اصابه الارتباك زمنا بعد توقيع اتفاقية اوسلو عام 1993 أدت لاغتيال رمزه الفلسطينى الخالد ياسر عرفات وكذا رمزه الاسرائيلى اسحق رابين ( كم هى مفارقة توقيت الاغتيال لكلاهما .. ذات الشهر .. نوفمبر تشرين) ، شمعون بيريز الذى عجز أن يكون امتدادا لرابين فاختار تسلق السلطة ، يريد صياغة الاحتلال الاسرائيلى بطريقة ' عصرية' الى حين تآكل مصادر قوة المشروع الوطنى الفلسطينى بفضل ' شهوة حماس المطلقة فى الحكم والتحكم ' وأمام ارتباك القيادة السياسية الفلسطينية فى رسم خطة مواجهة سياسية .. تقدم بيريز 'ناصحا' شريك التوقيع على اعلان المبادئ فى البيت الأبيض ، بأن يتعايش مع سلام الاحتلال خيرا من ' حرب' ، متناسيا أن خليفة عرفات اختار استكمال السلام المنقوص منذ عام ال1999 بطريقة ' الحوار الايجابى ' مع حكومة اسرائيل وذهب بتفاوض معها دون أن يحضى بالشعبية المطلوبة .. خاض مغامرة سياسية فى أكثر من محطة لعل ' انابوليس ' بدايتها ثم استكمال تفاوض مشوه مع حكومة اولمرت الى ' كمين ' اللقاء الثلاثي' فمحاولة التوريط فى التقرير .. ذهب اعتدالا فى ظل السلام المنقوص عله يصل الى ما تعهدت به أمريكا بوش – اوباما .. فكانت لعبة التآمر العلنى عليه رئيسا ومشروعا .. مع السعى لتحضير ' البديل ' .. فقرر أن يكف عن الانتظار أكثر .. سلام بيريز المنقوص هو طريق مشروع ' الدولة المؤقتة ' وهو ما لن يقبله عباس .. ولكن ربما تقبله حماس ( حتى الآن لم نسمع منهم ما يعلن رفض هذا المشروع .. غريبة). ملاحظة' متى تبدأ ورشة العمل الوطنى بدلا من حالة ' النحيب' السائدة .. فلطم الخدود فعل لإيذاء الذات وليس العدو او الخصم..