ليلى سويف تقاتل من أجل حرية ابنها التاريخ يعيد نفسه فى بيتها. حين تعرض زوجها للاعتقال قبل سنوات، كانت هى حامل فى مولودها الثانى. واليوم يتعرض نجلها للحبس، بينما زوجته حامل فى مولودها الأول. الدكتورة ليلى سويف، والدة الناشط والمدون علاء عبد الفتاح، دخلت إضرابا عن الطعام، احتجاجا على استمرار حبس نجلها، على ذمة التحقيقات فى قضية أحداث ماسبيرو. خطوة احتجاجية من جانبها، لا تتوقع من ورائها أى رد فعل رسمى، وإنما تسعى لتحقيق تضامن شعبى ودولى مع القضية. فكرة تصعيد الاحتجاج باللجوء إلى المحكمة الدولية «غير مطروحة وسابقة لأوانها» حسب وصف سويف نفسها، لأنها «لم تنته بعد من اتباع كل درجات التقاضى المحلية». إضراب سبقه خطاب مفتوح من سويف، إلى اللواء عادل المرسى، رئيس القضاء العسكرى قبل أيام، نشر إعلاميا على نطاق واسع، تساءلت فيه: هل من المنطق أن تكتفى النيابة العسكرية باستدعاء علاء للتحقيق، بعد أسبوعين من الحادثة، بينما هو متهم بسرقة سلاح مملوك للقوات المسلحة، دون أن تفتش منزله مثلا؟ سؤال بلا إجابة. وإضراب بلا أمل. تقول سويف إنها على يقين من أن «السلطة لن يفرق معها إضرابى عن الطعام». لكنه بكل تأكيد سيلقى صدى لدى كل الدوائر التى تتعامل مع رجال السلطة بشكل أو بآخر، مما قد يوسع من دوائر الضغط فى اتجاه الإفراج عن نجلها، حسب قولها. تلك الأصداء الدولية التى لاقاها نبأ حبس علاء، ومحاكمته عسكريا، لدرجة انتقاد الخارجية الفرنسية ذلك بشكل علنى، لا تعوّل عليها سويف كثيرا، ما يهمها هو التضامن الشعبى، فالحكومات عادة «تشبه بعضها». لذلك هى تتابع بشغف تلك التظاهرات التى خرجت فى لبنان وتونس، تضامنا مع قضية نجلها، إلى جانب تقديرها تلك الرسومات الكاريكاتورية التى أبدى الرسام البرازيلى كارلوس لاتوف، من خلالها تضامنه مع القضية ذاتها.