علاء الغاوى الجميع يردد الكلمة فى كل لقاء او مناسبة و لا يجتمع اثنان الان الا و كان للثورة الجزء الاكبر من محور الحديث و لم يقتصر ذلك على المهتمين بالسياسةو لا النخبة ولا حتى المتعلمين بل شمل الامى و العامل و الفلاح و اكثر المتحدثين من سائقى التاكسىو القهوجية . امام هذا الطوفان من الحديث عن الثورة يجب ان نقف امام الكلمة و نعرفها و بعد ذلك نتحدث عنها و عن تبعاتها الثورة بمفهومها الشعبى ؟ هى انتفاضة الشعب ضد الحاكم الفاسد الظالم . اما الثوره كمصطلح سياسى ؟ فهى الخروج عن الوضع الراهن لاحداث تغيير سريع و جذرى فى شتى مناحى الحياة . سياسية و اجتماعية و اقتصادية و علمية و خلافة . و هى كمصطلح علمى ؟ قيام الشعب بقيادة نخب من مثقفية و الصفوة لتغيير الحكم بالقوة و ليس المقصود بالقوة هنا السلاح او التدمير او غير ذلك من الوان القوة و لكن المقصود هو القوة العددية اى ان تكون رغبة من جموع الشعب ( الثوار ) فى تنفيذ ما ينادى بة النخبة ( من نادوا بالثورة و قادتها ) . هنا يظهر لنا ان الثورة فى جميع تعريفاتها هى قيادة و رغبة من اجل غدا افضل . و لكن جميع التعريفات التى ذكرت عن الثورة اغفلت جانب هام جدا منها فقد تركزت التعريفات جميعها على الحاكم و الحكم و لم تتطرق نهائيا الى الشعب و جموعة و ما هى المبادىء و الاخلاق و المقومات التى يجب ان يتحلى بها هولاء اللثوار حتى تكون ثورتهم ناجحة او حتى يقال عن ان تحركهم هذا ثورة و ليست فوضىو لا انقلاب اخلاقى او خروج عن القانون . و هنا نتوقف عند الوضع الراهن فى مصر الان لنقيم هل هذة الثورات هى حقا ثورات من اجل غدا افضل لهذة المجتمعات ام هى ثورات بلا رؤوس حقيقية ام ان الرؤوس المحركة لهذة الثورات انحرفت عن واجبها الوطنى و اتجهت الى المصالح الشخصية بعد ان تمكنت من المشهد السياسى و تخلت عن مسئوليتها فى ادارة الثورة حتى النهاية و تفرغت لمشروعتها السياسية و تركت جموع الثوار بلا راس تتخبط يمينا و يسارا و الجميع يعلم ان التحركات بلا قيادة هى اخطر ما يكون على المجتمعات و سرعان ما تتحول الى ميليشيات و طوائف و ائتلافات كل منهم يسبح فى اتجاة و يتبنى فكر مختلف لتكوين صف ثانى يحاول ان يظهر فى المشهد السياسى ليلحق بالنخبة التى سبقتة فى التخلى عن واجبها الوطنى و انشغلت بجمع الغنائم و فى هذة المرحلة سيظهر لنا طبقات متعاقبة و متناحرة فى نفس الوقت يرثون قيادة الثورة و هذا بالفعل ما رايناه جميعا فى انشاء و تكوين مئات الائتلافات و الاتحادات و الاحزاب التى انبثقت من الثورة المصرية حتى ان احدا لم يعد يستطع ان يحصرها او حتى يعرف مطالبها و لا خططها . و النتيجة الطبيعية لهذا التشتيت هو اشبة بالمريض الراكد على سرير العمليان مفتوح البطن عن اخرها و الجراحين و المساعدين بيتنافسوا مين يبداء الاول تخيلوا معى المنظر و ما يمكن ان يترتب علية و هل سيستمر المريض على قيد الحياة حتى يفرغوا من عراكهم و حتى لو استمر حيا هل سيتعافى و يصبح افضل من ما كان ام سيخرج من تلك العملية مشوه مبتور بسبب من انصرفوا عنة بما لا يغنية هو و لكن يحقق طموحاتهم فقط . و اذا عدنا الى ثورتنا سنجد ان الانشغال عنها و التناحر من اجل تصدر المشهد السياسى ربما سيرجع من التهوا عنى ليجدوا وطن غر الوطن و ربما يجدوة وقع اثيرا فى ايادى لا ترحم و لا يستطيعوا وقتها تخليصة لنخرج من ثورة على حاكم ظالم الى احتلال او فوضى غير معلومة النهائة و نكون كالدبة التى قضت على صاحبها عندما اعتقدت انها تخاف علية و لماذا لان الصفوة فضلت الغنائم على استكمال المعركة ووقتها تتحول الثورة الى نكبة اللة وحدة اعلم بما ستصل الية و لعلنا نفهم .