وصل رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان إلى القاهرة اليوم في مستهل جولة عربية تشمل أيضا ليبيا وتونس وينتظر أن يجري خلالها مباحثات مهمة مع المسئولين في مصر، ملمحًا إلى إمكانية زيارة قطاع غزة. ودعا مجموعة من الشباب المصري إلى استقبال أردوغان لدى وصوله مطار القاهرة بالورود، تقديرا لموقفه من الثورة المصرية التي أطاحت بنظام حسن مبارك في فبراير، والذي كان قد دعاه في أعقاب اندلاع الانتفاضة الشعبية إلى التخلى عن منصبة والاستجابة لمطالب الشعب، بحسب صحيفة "زمان" التركية الأحد. وأضافت الصحيفة أن أردوغان لن يتوجه إلى غزة جراء عدم إمكانية ذلك في الوقت الحاضر, مشيرة إلى أن الزيارة ستأخذ طابعها المهم مع وصول الرئيس الفلسطيني محمود عباس في زيارة رسمية إلى القاهرة لمدة ثلاثة أيام، تزامنا مع وجود أردوغان، حيث سيجريان محادثات مهمة حول التطورات الجارية في فلسطين وطلبها للأمم المتحدة للاعتراف بها . من جانبه، وصف السفير المصرى لدى تركيا عبد الرحمن صلاح الدين زيارة رئيس الحكومة التركية إلى مصر بأنها "تاريخية" في ضوء الظروف الإقليمية الراهنة، موضحا أن هناك جهودا حثيثة تبذل من الجانبين المصرى والتركي لتعزيز التعاون. وقال إن التطورات المتلاحقة فى المنطقة قربت بين البلدين الأمر الذى استلزم توثيق العلاقات، مضيفا إن القاهرة وأنقرة تتطلعان إلى تحالف أقوى، واصفا الشراكة المصرية التركية بأنها ستكون نموذجا واعدا في المنطقة. وقال إن البلدين يتمتعان بعلاقات خارجية وثيقة يمكن من خلالها حل صراعات الشرق الأوسط سلميا، ورأب الصدع العربي الإسرائيلي. واعتبر السفير المصري لدى تركيا أن فرص التعاون بين البلدين غير محدودة، خصوصا أن مجموع سكان البلدين يزيد على نصف سكان دول الشرق الأوسط، كما أن البلدين تطلان على أكثر من نصف ساحل البحر الأبيض وهذا التعاون يمكن أن يساعد فى صنع القرار بالنسبة للمنطقة المضطربة. وقال السفير صلاح الدين إن هدف الشراكة المصرية التركية هو رخاء ورفاهية الشعبين وليست ضد أي دولة أخرى، فى إشارة إلى إسرائيل. وأكد أن القاعدة المشتركة بين البلدين تقوم على التفاوض السلمي بالنسبة لقضايا المنطقة. من جانبها، أعربت جماعة "الإخوان المسلمين" عن ترحيبها الشديد بزيارة رئيس الوزراء التركي لمصر التي تستمر يومين. وأكد الدكتور محمود غزلان المتحدث بإسم الجماعة وعضو مكتب الإرشاد أن وفدا عالى المستوى من "الإخوان" وحزب "الحرية والعدالة" سيترأسه الدكتور محمد بديع مرشد الجماعة سيلتقى أردوغان. ويضم الوفد الإخوانى عددا من أعضاء مكتب الإرشاد بالجماعة وأعضاء من حزب "الحرية والعدالة" على رأسهم الدكتور محمد مرسى. وقال غزلان إن الجماعة لن تدعو رئيس وزراء تركيا لزيارتها فى مقرها بالمقطم نظرا لضيق وقته وإزدحام برنامج زيارته بالمقابلات, ولذلك سيقوم المرشد وإخوانه بزيارته فى مقر إقامته بالقاهرة، لتهنئة له على نجاح حزبه فى الانتخابات الأخيرة وفوزه بثقة الشعب التركي. ونفى المتحدث بإسم "الإخوان" ان يقوم أحد من قيادات الجماعة بمرافقة رئيس وزراء تركيا فى زيارته المحتملة إلى قطاع غزة فى حالة قيامه بها، خاصة وأن الزيارة ليست مؤكدة حتى الآن. لكنه أكد أن "الإخوان" سيشيدون خلال اللقاء بمواقف الحكومة التركية ورئيسها من القضايا العربية والتى ظهرت فى الموقف القوى والمشرف له فى دافوس عندما لقن الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز درسا سياسيا أمام العالم كله بالإضافة إلى مبادرته بإرسال أسطول الحرية ثم موقفه الأخير بطرد السفير الصهيونى وتجميد جميع الإتفاقات مع إسرائيل . وأوضح غزلان أن قيادات الإخوان سيحرصون أثناء لقاء أردوغان على مطالبة الجانب التركى على زيادة الاستثمارات فى مصر ومساعدتها فى مواجهة الأزمة الاقتصادية.