قوبل خطاب الرئيس مبارك الذى ألقاه أمس الأول فى افتتاح المؤتمر السنوى السادس للحزب الوطنى بردود أفعال غاضبة من عدد كبير من البرلمانيين ، خاصة النواب المستقلين منهم ونواب الأحزاب ، حيث وصفوه بأنه يعد نكوصا إلى الوراء واستمرارا للسياسة التى ينتهجها الحزب الوطنى فى تجاهل القوى السياسية الأخرى وآراء وقضايا الجماهير. النائب الوفدى صلاح الصايغ قال: " إن خطاب الرئيس كان بمثابة الصدمة لكل المتابعين للتطورات السياسية فى مصر، لأنه جاء خاليا من كافة القضايا الجماهيرية التى كانت حديث الرأى العام طوال الشهورالماضية مثل قضية تغيير الدستور والرقابة الدولية على الانتخابات ومخطط التوريث، وهى القضايا التى كان الجميع ينتظر تناولها فى خطاب الرئيس، لكنه مع الأسف تجاهل كل هذه الأمور، وتناول قضايا حزبية ضيقة حاول من خلالها إبراز جهود الحزب الوطنى والحكومة خلال المرحلة الماضية من أجل تحقيق مكاسب حزبية على حساب القضايا المصيرية التى تهم الموطن". أما النائب عادل حامد – إخوان - فقال: " إن خطاب الريس فى افتتاح مؤتمر الوطنى جاء تقليديا بصورة كبيرة، فقد اعتمد على الأسلوب الخطابى والعبارات الرنانة والشعارات الجوفاء بعيدا عن تعميق القضايا المهمة ". مضيفا : " إن القضايا التى تحدث عنها الخطاب مثل المواطن ومراعاة البعد الاجتماعى والوقوف بجانب الطبقات الفقيرة والرعاية الصحية وتطوير التعليم هى نفس القضايا التى تناولها الرئيس فى خطاباته السابقة سواء فى افتتاح مؤتمرات الحزب الوطنى السابقة أو فى المناسبات الأخرى مثل عيد العمال". وأشار حامد أن نفس العبارات التى رددها الرئيس بالأمس سوف تتكرر فى خطاب عيد العمال القادم والمحصلة النهائية فى كل الأمور : لا شىء. أما النائب محمد عبد العليم – مستقل - فأكد أنه لا جديد فى خطاب الرئيس أمس الأول، حيث تجاهل الخطاب كل القضايا الجماهيرية الهامة، وهذا المؤشر يعنى أن الحزب الوطنى ماض فى سياسته الحالية دون أى تغيير أو تعديل، وهو ما يعنى أيضا عدم وجود أى نية لدى القيادة السياسية للإصلاح السياسيى ؛ وبالتالى لا أمل فى انتظار التغيير من جانب الحزب الوطنى الذى يستمتع ببقاء الأمور على ما هي عليه طالما هو ممسك بكافة الخيوط . وتوقع عبد العليم ازدياد نشاط الحركات السياسية المطالبة بالإصلاح السياسى والديمقراطية خلال المرحلة المقبلة بعد أن تأكد للجميع أن "التغيير" لن يأتى من داخل الحزب الوطنى. وأضاف: أن خطاب الرئيس كان بمثابة رسالة لكل القوى السياسية والوطنية يقول فيهاك امضوا فى طريقكم .. ونحن ماضون فى طريقنا.