الخطاب الذى أرسله محسن السكرى المحكوم عليه بالإعدام فى قضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم إلى فضيلة المفتى بعنوان (أغثنى) طالبا فيه تدخله لإنقاذه من حبل المشنقة ومؤكدا فيه أنه برئ براءة الذئب من دم ابن يعقوب هو الأول من نوعه، ولكنه أبدا لن يكون الأخير فلم تمض أيام قليلة على النطق بالحكم حتى أرسل المتهم الثانى هشام طلعت مصطفى المحكوم عليه أيضا فى نفس القضية بالإعدام خطابا إلى المحامى الشهير بهاء الدين أبو شقة بعنوان (رقبتى أمانة فى عنقك) طالبا منه بذل كل الجهود لإنقاذ رقبته. والسؤال: هل هناك تفسير لكتابات المتهمين خاصة المحكوم عليهم بالإعدام إلى فضيلة المفتى؟.. وهل محسن السكرى وهشام طلعت مصطفى وضعا (عرفا) لظاهرة جديدة اسمها برقيات الاستغاثة سوف نشهد مثلها كثيرا فيما بعد؟. د. عبد الله عسكر- أستاذ علم النفس بجامعة الزقازيق يقول: إن كتابة المتهم المحكوم عليه بالإعدام إلى فضيلة المفتى طالبا منه (إغاثة) تنبع من شقين.. الأول: فى حالة كون المتهم قد ارتكب الجرم بالفعل فتكون الكتابة هنا استجابة للضمير الداخلى الذى بدأ يشعر بالذنب وللنفس الداخلية التى بدأت تشعر بقرب النهاية نتيجة ارتكابهما للجرم.. فيشعر الفرد تجاه هذه بتأنيب الضمير فلا يجد أمامه استجابة لتلك الضغوط سوى الكتابة للتنفيس عن تلك الرغبة الشديدة الموجود داخله ولا يجد أمامه إلا الدين أو رجل الدين (المفتى) ليكتب له. الثانى: إنه نوع من الاعتذار أوالاستعطاف أو إضاءا للضمير الذى يؤنب النفس نتيجة لما ارتكبته من أفعال أن يحاول أن يقول أرجوكم أعطونى فرصة أخرى وأعدكم بأن أكون مثاليا فى كل تصرفاتى، أما الشق الثانى فهو حالة إذا ما كان الشخص المتهم أو المحكوم عليه بالإعدام برئيا بالفعل فالكتابة هنا تكون نتيجة للشعور بالظلم. طريقة للتنفيس ويضيف د. محمد مرعى أستاذ علم النفس- أن (الكتابة) بصفة عامة هى إحدى طرق "التنفيس" التى يلجأ إليها الفرد نتيجة قوى داخلية تدفعه إليها وهى أضعف طرق الاستجابة، لذلك يلجأ إليها الشخص الذى لا حول له ولا قوة مثل السجين الموجود داخل السجن فهو لا يستطيع الخروج ولا يملك الحرية التى تمكنه من القيام بأى فعل آخر، لذلك تكون الكتابة هى الطريق الوحيد أمامه ليخرج ما بداخله. وأكد د. مرعى أنه لا يشترط أن تكون كلمات المتهم أو المحكوم عليه بالإعدام صادقة بل يتوقف ذلك على طبيعة النفس الداخلية له، إذا كانت شريرة أو غير ذلك، فالأولى تحاول استكمال طريق الشروط المضى فيه قدما بكتابة الأكاذيب وتضليل الناس والثانية تحاول كشف الحقيقة وإثبات براءتها.