"هيومن رايتس ووتش" المنظمة الدولية التى تمثل عنوان الدفاع عن حقوق الإنسان فى العالم مشغولة كثيرا بحقوق المثليين حول العالم وبالذات فى منطقتنا العربية، والمنظمة الدولية التى قادت منذ عدة سنوات حملة تحريض ضخمة ضد مصر منذ بعد قيام سلطات الأمن فى مصر بالقبض على عدد من المثليين (الشواذ جنسيا) ومحاكمتهم فى قضية شهيرة . وخلال الأيام القليلة الماضية تكررت نفس اللعبة القذرة مع العراق وأصدرت نفس المنظمة تقريرا هاجم بشدة قوات الأمن العراقية لأنها تقاوم مثل هذه الأعمال المحرمة دينيا والمجرمة قانونيا والتى تتعارض مع فطرة الله وقانون عمارة الكون . والتقرير الذى يتحدث بلسان الشواذ جاء تحت عنوان "إنهم يريدون إبادتنا " وفيه أن وسائل الإعلام وخطباء المساجد يحذرون من موجة التخنث بين الرجال العراقيين ويشجبون ويلعنون الجنس الثالث (!!). وينصح التقرير الجنس الثالث العراقى حين يرشح لبنان ملجئا وملاذا له ، أو كما جاء فى التقرير أنه على الرغم من أن المثلية الجنسية تعتبر محظورة رسميا فى لبنان إلا أن الإجراءات القانونية والملاحقات الجنائية عادة ما تكون متهاونة جدا، كما أن المجتمع اللبنانى متسامح للغاية، بحيث أنه من الممكن العثور هناك على الكثير من الحانات والبارات العلنية الخاصة بالمثليين والمثليات. وفى لبنان أيضا جمعية عامة تدافع عن حقوق المثليين جنسيا من الرجال (اللوطيين) وجمعية أخرى تدافع عن نظرائهم من النساء (السحاقيات). ويمضى التقرير (الحقوقى) يقدم لجنس اللوطيين والسحاقيات فى الوطن العربى - فى دعوة فاجرة - كأصحاب حقوق ويدعو للتعامل مع الشذوذ وكأنه هو القاعدة الطبيعية عاكسا وجهة نظر الغرب للقيم الإنسانية المتعلقة بالحرية. وعلينا أن نعى مما سبق أن هناك ضغوطا تمارس على بلادنا العربية لإقرار مثل هذه القيم ، ضغوطا بدأت منذ أمد بعيد لكنها تولت إلى آليات عمل منذ عقدين من الزمان وتحديدا مع أوائل التسعينات من القرن الماضى عندما عقد مؤتمر الصحة والسكان فى مصر ، ولولا وقوف الأزهر بشدة وعلى رأسه شيخه الجليل المرحوم جاد الحق لوقعت مصر على اتفاقية المؤتمر التى تشجع على الشذوذ والفجور وتحبذه تحت مسمى الجندر والصحة الجنسية والإنجابية برعاية الأممالمتحدة. وما رفضت مصر التوقيع عليه تم اقراره فى المؤتمر التالى فى بكين بالصين ومنذ هذا التاريخ تراقب الأممالمتحدة ومنظماتها تطبيق دول العالم للاتفاقيات الموقع عليها بخصوص هذه القيم (الشاذة)، فكم من الوقت سوف نصمد نحن أمام هذه القيم الشيطانية التى تضغط المنظمات الدولية للعولمة فى إقرارها وإجبار العالم على القبول بها ؟