إنطلقت أمس بالعاصمة السودانية الخرطوم اعمال المؤتمر الثامن لأجهزة الأمن والمخابرات في أفريقيا (السيسا) الذي يستمر يومين بمشاركة 43 من قادة الاجهزة الامنية بدول القارة تحت شعار "دور فاعل للسيسا في الأمن والسلم الافريقي". ويناقش المؤتمر بصفة خاصة الانتفاضات في شمال أفريقيا والأوضاع في الصومال وكوت ديفوار والسودان بجانب توفيق أوضاع "السيسا" في آليات الإتحاد الإفريقي. أعلن الرئيس السودانى؛ عمر البشير، اقتراب موعد حل قضية دارفور الذي لاحت بشائره الآن، وقال إن بلاده تركز على إرساء دعائم الاستقرار فى ظل التحديات المحيطة بالقارة الأفريقية، فالسلام هدف إستراتيجي لذا عملنا لإنهاء المشاكل والصراعات. وأكد الرئيس السوداني عمر البشير فى خطاب ألقاه أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أن "السلم والأمن الإفريقي ظل هدفا إستراتيجيا لبلاده في مجال التخطيط والممارسة حيث عمل السودان على تحقيق هذا الشعار داخل البلاد ومع جيرانها وعلى مستوى القارة الافريقية". وقال البشير "إنه رغم الظروف التي تحيط بالسودان وما يحاك ضدها من مؤامرات لاضعاف دورها في أفريقيا الا أن السودان سيظل قلب أفريقيا الداعي الى وحدتها وأمنها". وذكر الرئيس السوداني أن بلاده حققت السلام مع جنوب السودان ودفعت الاستحقاقات التي أسفرت عن كيان جديد في افريقيا فى اشارة الى دولة الجنوب الوليدة. وأكد أن حكومة الخرطوم ستكون أول المرحبين بذلك الكيان المقرر اعلانه في التاسع من يوليو المقبل وأول المتعاونين معه كما بشر المشاركين بقرب التوصل الى السلام في دارفور وحيا في هذا الشأن قوات "اليوناميد" الافريقية التي "أكدت -كما قال- أن الافارقة قادرون على معالجة قضاياهم بأنفسهم". كما حيا مجلس السلم والأمن الإفريقي كآلية جديدة و"جديرة تسعى الى حفظ السلم والامن في القارة" ودعا منظمة "السيسا" الى التعاون مع مفوضية الاتحاد الافريقي واليوناميد لتزويدهما بالمعلومات الصحيحة وإعانتهما في وضع السياسات الأمنية التي تؤكد الجدارة والقدرة الإفريقية على حل القضايا ومعضلات القارة. وأشار المشاركون في المؤتمر الى أن الثورات في كل من تونس ومصر وليبيا وسوريا "ليست بعيدة عن دول القارة الاخري حيث توجد مبررات لقيام مثل هذه الثورات مما يحتم على القادة الافارقة التحدث والاستماع والانصات الى شعوبهم". وإعتبر المتحدثون المؤتمر فرصة لقادة الاجهزة الامنية لعقد لقاءات مع بعضهم البعض وجددوا الحرص على التعاون الاستخباري بين الدول الافريقية وترتيب الاوضاع والعمل معا بشكل أوسع.